للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٧): من طريقين عن الوليد بن مسلم، قال: أخبرنا الأَوْزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة، به.

وهذا سند ضعيف؛ فهو من رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، والوليد ثقةٌ لكنه يدلِّس تدليسَ التَّسْوية، وقد عنعنه بين الأوزاعي وشيخِه، وكان الوليدُ مشهورًا بإسقاط الضعفاء من شيوخ الأوزاعي وتسويةِ حديثِه، كما سيأتي في كلام ابن القيِّم.

وعلى فرْض أنه صرَّح بالتحديث فهو شاذٌّ أيضًا؛ لأن الأوزاعي، وإن كان إمامَ أهل الشام، لا ينهض لمعارضة مَن هو أَوْلى منه عددًا وضبطًا (كمالك بن أنس، وعَبدَةَ، وحمادِ بن زيد، وعبد الوهاب الثَّقَفي، وغيرِهم) عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيِّب، عن أبي هريرة موقوفًا، كما تقدَّم آنفًا.

وقد أشار لذلك البزَّارُ، فقال: "وهذا الحديث رواه جماعةٌ عن يحيى بن سعيد، عن أبي هريرة موقوفًا. وأسنده عن يحيى: الأَوْزاعيُّ، رواه الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم" (المسند ١٤/ ٢٥٠).

وقال أبو محمد الجوهري: "وأكثر الرواةِ لم يرفعوه عن أبي هريرة، ورفعه الوليد بنُ مسلم فيما رواه الأَوزاعيُّ، وقد طُعن في روايته عن الأوزاعي. ثم ذَكرَ كلامَ مَن تكلَّم في الوليد، وهو من رجال الصحيحين الأثبات، لكنْ عنده تدليسٌ" (رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة لابن عبد الهادي ص ٦٦).

فلا شكَّ بعد هذا أن رواية الأوزاعي - على فرْض سماعِه من يحيى-