للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا إسناد منكَر؛ فيه علتان:

الأولى: أبو أُوَيس، وهو: عبد الله بن عبد الله بن أُوَيس بن مالك بن أبي عامر الأَصْبَحي؛ ضعَّفه الجمهور، واتَّهمه ابنُ مَعِين بسرقة الحديث، وانظر (تهذيب التهذيب ٥/ ٢٨١).

وبه ضعَّفه ابنُ حَجَر، فقال: "ورُوِّيناه في فوائد ابن السَّمَّاك من طريق أبي أُوَيس، عن أبي الزِّناد، بهذا السند مرفوعًا، وأبو أُوَيس فيه لِينٌ" (الفتح ١١/ ٨٩).

الثانية: مخالفة الثقاتِ في متْنِه؛ فقد رواه البخاري (٦٢٩٨) وغيرُه من طريق شُعَيب بن أبي حمزة، ورواه أحمدُ (٢/ ٣٢٢) من طريق وَرْقاءَ، ورواه البخاري (٣٣٥٦)، ومسلم (٢٣٧٠) وغيرُهما، من طريق المُغيرة بن عبد الرحمن؛ ثلاثتُهم عن أبي الزِّناد بلفظ: ((اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُومِ)).

ولذا قال ابن العَدِيم: "هذا حديث ضعيفٌ، راويه عن أبي الزِّناد، أبو أُوَيس عبد الله بن عبد الله بن أُوَيس الأَصْبَحي المَدَني، وهو ضعيف، وقد خالفه غيرُه عن أبي الزِّناد" (رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة لابن عبد الهادي ص ٦٥).

وقال ابن القَيِّم: "هذا حديث معلول، رواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيِّب عن أبي هريرة قولَه، ومع هذا فهو من رواية أبي أُوَيس عبد الله بن عبد الله المَدَني، وقد روَى له مسلم في صحيحه محتجًّا به، وروَى له أهلُ السنن الأربعة، وقال أبو داود: وهو صالح الحديث، واختلفَتِ الروايةُ فيه عن ابن مَعين، فروَى عنه الدُّوْري: في حديثه ضعْفٌ، وروى عنه توثيقه،