الوجه الثالث: عن داود بن الحُصَين، عن القاسم بن محمد:
أخرجه ابن أبي شَيْبة في (المصنف ١٨٠٣) والدارمي في (مسنده ٧٠٢): عن خالد بن مَخْلَد.
وإسحاق بن راهويه (المسند ٩٣٦)، وابن عَدِي في (الكامل ١/ ٥٣١): عن أبي عامر العَقَدي.
وأحمد (٢٥١٣٣): عن محمد بن إسماعيلَ بن أبي فُدَيْك.
وأبو يَعلَى (المسند ٤٥٦٩): من طريق حُمَيد بن عبد الرحمن.
كلُّهم: عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبة، عن داود بن الحُصَين، عن القاسم، عن عائشة، به. زاد عند إسحاقَ- والسياق له- وأحمدَ وأبي يعلى: ... وقال:((إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ))، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا السَّامُ؟ فَقَالَ:((الْمَوْتُ)).
وكذا رواه أبو نُعَيم في "السواك"- كما في (الإمام لابن دقيق ١/ ٣٣٥) - من طريق جماعةٍ عن إبراهيم، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبة قال عنه البخاري وأبو حاتم:"منكر الحديث"، وقال ابن مَعين:"ليس بشيء". ومرَّةً قال:
(١) إلا أنه ذكر أن داود بن الزِّبْرِقان رواه عن ابن إسحاق، فأدخل بين أبي عَتيق وعائشةَ القاسمَ. كذا قال، والظاهر من سياق كلامه أنه معتمِدٌ على العلل للدارقطني، والذي في العلل ما تقدَّم ذكرُه: أن داود بن الزِّبْرِقان رواه عن ابن أبي عَتِيق، عن القاسم، وليس عن ابن إسحاق، والله أعلم.