والبَيْهَقي في (الشُّعَب ٢٥١٨) - ومن طريقه القَزْويني في (مختصر السواك ق ٣/ أ) -: من طريق المَيْداني.
والخطيب في (الفقيه والمتفقه ١/ ٢١٨): من طريق خلَف بن سالم.
كلُّهم: عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به.
قال البزَّار عَقِبَه:"وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلا ابن إسحاق، ولا رواه عن ابن إسحاق إلا إبراهيم بن سعد، وقد روَى قريبًا منه معاويةُ بن يحيى".
قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه محمد بن إسحاق؛ وهو مدلِّس مشهور، ولم يصرِّح بالسماع، وإنما قال:"وذَكَرَ محمد بن مسلم بن شِهاب الزُّهْري".
وقد قال الإمام أحمد بن حَنْبل:"إذا قال ابن إسحاق: (وذَكَرَ)، [فـ] لم يسمعْه"(المسند عَقِب رقم ١٦٣٣٧)، وما بين المعقوفين من عِلَل الخَلَّال، نقلًا من (الإمام لابن دقيق ١/ ٣٦٥).
وحكَى ابن أبي حاتم عن أبي زُرْعة:"أن محمد بن إسحاق اصطحب مع معاوية بن يحيى الصَّدَفي من العراق إلى الرَّيِّ، فسمِع منه هذا الحديثَ في طريقه"(الجرح والتعديل ١/ ٣٣٠).
ولذا توقَّف فيه ابنُ خُزَيمة، فعلَّق الحُكْم به في الترجمة بقوله:"فضْل السِّواك وتضعيف فضْلِ الصلاة التي يُستاك لها على الصلاة التي لا يُستاك لها، إنْ صحَّ الخَبَرُ"، ثم أسنده، وقال- عَقِبه-: "أنا استثنيْتُ صحةَ هذا الخَبر؛ لأني خائفٌ أن يكون محمد بنُ إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم، وإنما دلَّسه عنه".