والسَّمْعاني في (الأنساب ٤/ ٣٩٨)، وجاء في ترجمته عند أبي الشيخ:"وكان له أخٌ، يقال له: محمد بن إسماعيل، وكان أحدَ الثقات".
وعبارة "وكان أحدَ الثقات" وإن كانت محتملة، إلا أن الأصل أنها لصاحب الترجمة، ولكن جاءت هذه العبارة عند أبي نُعَيم هكذا:"وكان أخوه محمد بن إسماعيل أحدَ الثقات"! ، وهذا يعني أن التوثيق المذكورَ عند أبي الشيخ إنما هو لمحمدٍ أخي إسحاقَ، خلافًا لما يقتضيه الأصل، والأول هو الصواب، ويؤيِّده: أن أبا الشيخ نفْسَه لم يترجم لمحمد هذا في كتابه طبقات المحدِّثين بأصبهانَ! ، بل لم نجد مَن ترجم له أو ذكره برواية الحديث، وإنما ذكره أبو نُعَيم ضمن أسماءِ القُوَّام بالمسجد الجامع، وقال فيه:"وكان عدلًا، جائزَ الشهادة، ومقبول القول"(أخبار أصبهان ١/ ٣٩)، ولم يذكره برواية الحديث، بخلاف أخيه إسحاقَ، فقد ترجم له غيرُ واحد كما سبق، وقال فيه السَّمْعاني:"شيخ قديم"، هذا بالإضافة إلى أن أبا الشيخ هو صاحبُ التوثيق المذكور، فكتابُه هو الأصل، والأصل هو الأَوْلى بالاعتماد، لاسيما وطبعتُه أفضلُ من طبعة كتاب أبي نُعَيم.
وإذا ما تقرَّر ذلك، فليُعلمْ أن العلة ليست في الفِلْفِلاني نفْسِه، وإنما في سماعه، بل في إدراكه لشيخه في الإسناد: معاويةَ بنِ يحيى الصَّدَفي؛ فلقد تُوُفِّي الفِلْفِلاني بعد الستين ومائتين، كما في ترجمته عند أبي الشيخ وأبي نُعَيم والسَّمْعاني، بينما تُوُفِّي الصَّدَفي ما بين سنة (١٥١ هـ) وسنة (١٦٠ هـ) كما يُعلم من ترجمته في (تاريخ الإسلام ٩/ ٦٢٣)، أي: قبل وفاة الفِلْفِلاني بحوالَي مائةِ عام! أو يزيدُ! ، والفِلْفِلاني لم يَصِفْه أحدٌ بأنه كان من المُعَمَّرين، ومع ذلك فعلى فرْضِ أنه عُمِّر مائةَ عام، فتكون ولادتُه بعد وفاة الصَّدَفي أيضًا! ؛ أي: إنه لم يدرِكْه.