وقال الهَيْثمي:"رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أَرْطاةُ أبو حاتم، ولم أجد مَن ذكره، وبقية رجالِه ثقاتٌ"(المجمع ٢٥٥٢).
وقال الألباني:"شِبْه مجهولٍ"(الضعيفة ٧/ ٢٢٤).
قلنا: وقد أخطأَ فيه أَرْطأةُ؛ حيث سلك الجادَّةَ، فجعله من حديث عُبيد الله عن نافع عن ابن عُمر، وإنما المحفوظُ عن عُبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة، كما تقدَّم بيانُه.
ولذا قال ابن عَدِي:"والحديث الثاني عن عُبيد الله عن نافع عن ابن عُمر خطأٌ، إنما يرويه عُبيد الله عن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة ... وهذا الطريق كان أسهلَ عليه إذا قال: عُبيد الله عن نافع عن ابن عمر؛ لأنه طريق واضحٌ، وبهذا الإسنادِ أحاديثُ كثيرةٌ، من أن يقول: عُبيد الله عن سعيد المَقْبُري عن أبي هريرة. ولأَرْطاةَ أحاديثُ كثيرةٌ غيرُ ما ذكرْتُه، في بعضها خطأٌ وغلَط"(الكامل ٢/ ٣٧٩)، وأقرَّه الذهبي في (الميزان ١/ ٧١)، وتبِعه ابنُ حَجَر في (اللسان ٢/ ١٩).
[تنبيه]:
قال الحافظ في ترجمة الطُّفاوي من (اللسان) عَقِبَ ذِكرِه طريقَ أَرْطأةَ المتقدِّمَ: "ورواه أحمدُ من طريق عبد الله بن لَهِيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عُمر"(اللسان ٤/ ٤٧٢).
كذا قال! وهو وهَمٌ من الحافظ رحمه الله؛ فإن الذي في مسنِد أحمدَ بهذا الإسنادِ هو حديثُ:((عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ؛ فَإِنَّهُ مَطْيَبَةٌ لِلْفَمِ، وَمَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ)). كذا أخرجه أحمدُ (٥٨٦٥) من طريق ابن لَهِيعة، عن عُبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عُمر، به.