للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خالفا شُعْبةَ فزادا في الإسناد عبد الرحمن، وقال: "إنهما ضبطا إسنادَه وجوَّداه، وهو الصحيح"، وليس كما قال، بل المنفرد بزيادة عبد الرحمن هو سعيد بن أبي هلال، وقد وافق شُعبةَ وبُكَيْرا على إسقاطه محمدُ بنُ المُنْكَدِر أخو أبي بكر، أخرجه ابن خزيمة من طريقه.

والعدد الكثيرُ أَوْلى بالحفظ من واحد، والذي يظهر أن عَمرو بن سُلَيمٍ سمِعه من عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه، ثم لَقِيَ أبا سعيدٍ فحدَّثه، وسماعُه منه ليس بمنكَر؛ لأنه قديمٌ، وُلِد في خلافة عُمر بن الخطاب، ولم يوصَف بالتدليس" (الفتح ٢/ ٣٦٥).

وقال أيضًا: "وزيادة (عبد الرحمن) في الإسناد إمَّا من المَزِيد في متَّصِل الأسانيد، وإمَّا أن يكون عَمرو بن سُلَيمٍ سمِعه من عبد الرحمن، ثم سمِعه من أبيه، وقد صرَّح شُعبةُ وبُكَيْر بن الأَشَج وغيرُهما بسماع عَمرٍو من أبي سعيد" (تغليق التعليق ٢/ ٣٥١).

[تنبيه]:

قال ابن الجَوْزي: "يحتمل أن يكون قوله ((وَأَنْ يَسْتَنَّ ... إلخ)) من كلام أبي سعيد، خلَطه الراوي بكلام النبي صلى الله عليه وسلم"، نقله الحافظ، وتعقَّبه بقوله: "وإنما قال ذلك؛ لأنه ساقه بلفظ: ((قال أبو سعيد: وَأَنْ يَسْتَنَّ))، وهذا لم أره في شيء من نُسَخ الجمع بين الصحيحين الذي تكلَّم ابن الجوزي عليه، ولا في واحد من الصحيحين، ولا في شيء من المسانيد والمستخرَجات، بل ليس في جميع طرق هذا الحديث: ((قال أبو سعيد))؛ فدعوى الإدراج فيه لا حقيقةَ لها" (فتح الباري ٢/ ٣٦٤ - ٣٦٥).

* * *