فلا المرسَلُ يصلُحُ لأن يتقوَّى بهذه الشواهد، ولا هي تصلُحُ لأن تُقوِّي هذا المرسَلَ، وقد سلَّم المُناوي نفْسُه بضعفها عندما تعرَّض لهذه الشواهد في موضع آخَرَ من (الفيض ٥/ ٢١٧).
وقد قال البَيْهَقي:"وقد رُوي في الاستياك عَرْضًا حديثٌ لا أَحتجُّ بمِثله"(السنن الكبير ١/ ١٢٣)، ثم ساق حديثَ بَهْزٍ ورَبيعةَ المتقدمَيْنِ، ومرسَلَ عطاءٍ هذا.
ولهذا قال ابن الصلاح:"وعقَد البَيْهَقي بابًا في الاستياك عَرْضًا، ولم يذكر فيه حديثًا يحتج به"(البدر المنير ١/ ٧٢٣)، و (التذكرة للزركشي ص ٥٦).
وقال مُغْلَطاي:"وحديث بَهْزٍ، ورَبيعةَ بنِ أَكْثَمَ، وعطاءِ بن أبي رَباح:((كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْتَاكُ عَرْضًا))، ضعَّفها البَيْهَقي"(الإعلام ١/ ١٢١).
والحديث قد ضعَّفه النَّوَوي في (المجموع ١/ ٢٨٠)، و (الخلاصة ٩٩)، والتِّبْريزي في (المعيار ١٤٠)، والألبانيُّ في (ضعيف الجامع ٥٦٣).
[تنبيهان]:
الأول: ذكر السُّيوطي هذا المرسَل عن عطاءٍ في موضع آخَرَ من (الجامع الصغير ٤٣٠) مختصرًا، بلفظ:((إِذَا اسْتَكْتُمْ فَاسْتَاكُوا عَرْضًا))، وعزاه لسعيد بن منصور في سننه، ورمز له بالصحة، خلافًا لصنيعه في الموضع الآخَر.
ولم نقف على سنده لنحددَ سببَ هذا الاختلاف، فالحديث ليس موجودًا في المطبوع من سنن ابن منصور، والأقرب أنه من طريق أبي داودَ نفْسِها.
الثاني: عزاه العَيْني في (البناية شرح الهداية ١/ ٢٠٥) لـ"سنن أبي داود"، وهو وهَمٌ، إنما أخرجه أبو داودَ في "المراسيل"، وليس في "السنن".