للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعليه؛ فالطريق الموصولةُ شاذَّةٌ، والصواب: روايةُ بَهْزٍ وأبي داودَ، عن شُعبةَ، مرسَلًا.

وقد أشار لهذه العلةِ أبو القاسم البَغَوي، فقال: "ولا أعلم أحدًا أَسند هذا الحديثَ عن شُعْبةَ غيرَ أبي عَتَّابٍ الدَّلَّال" (مسند ابن الجعد ١٠٩٢).

وأغرب الشيخ الألبانيُّ، فذهب إلى أن هذا الإرسال سقْطٌ، فقال: "رواه الطَّيالسي في "مسنده": حدثنا شُعبة، عن مُعاويةَ بنِ قُرَّة، أن ابن مسعود ... الحديثَ. هكذا وقع فيه، لم يقل: "عن أبيه"، فإمَّا أنه سقط من الناسخ أو الطابع، أو هكذا الرواية عنده، والأول هو الأرجح؛ لأنه أورده في "مسند قُرَّة"، وذَكر فيه عدةَ أحاديثَ من رواية معاويةَ بنِ قُرَّةَ عن أبيه ... وأيضًا لو كانت الروايةُ وقعت له دون قوله: "عن أبيه"؛ لكان الحديثُ مرسَلًا، وفي هذه الحالة لا يصلُح أن يُورِده في "المسنَد". والله أعلم" (الصحيحة ٧/ ٥٨٣).

ويَرُدُّه ما ذكره- رحمه الله- في (الإرواء) حيث قال: "سندُه صحيحٌ لكنه مرسَل، وقد قال يونسُ بن حَبيب راوي المسنَد: "هكذا رواه أبو داودَ, وقال غير أبي داودَ: عن شعبةَ، عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ، عن أبيه" (الإرواء ١/ ١٠٤ - ١٠٥).

وهذا هو الصواب، فإن البَغَوي لمَّا أخرجه في (الجعديات ١٠٩٤) من طريق الطَّيالسي، قال: "لم يجاوِزْ به -يعني: الطَّيالسيَّ- معاويةَ بنَ قُرَّة".

ولذا قال البُوصِيري: "رواه أبو داودَ الطيالسيُّ مرسَلًا، ورواته ثقات" (إتحاف الخيرة المهرة ٧/ ٢٨٧).

وكذا ذكره الحافظ في (المطالب ٤٠٦٧) عن الطيالسي.