وتبِعه السُّيوطي فرمز لصحته في (الجامع الصغير ٩٩٩٩)، وقال المُناوي:"إسناده لا بأس به"(التيسير ٢/ ٥٠٧).
وقد بيَّنَّا ما به من بأس، والله أعلم.
الطريق الثاني: عن عبد الحَكَم القَسْمَلِي، عن أنس:
أخرجه ابن عَدِي في (الكامل ٨/ ٤٣٨) - ومن طريقه البَيْهَقي في (السنن ١٧٩) - قال: حدثنا الساجي، قال: حدثني محمد بن موسى، حدثنا عيسى بن شُعيب، عن عبد الحَكَم القَسْمَلي، عن أنس، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاثُ علل:
الأولى: عبد الحَكَم القَسْمَلي "ضعيف" كما في (التقريب ٣٧٤٩).
وعدَّه ابن عَدِي في مناكيره، فذكره في ترجمته مع جملة من حديثه، ثم قال:"وعامَّةُ أحاديثه مما لا يتابَع عليه"(الكامل ٨/ ٤٣٩).
وبه ضعَّفه أيضًا: البَيْهَقي في (السنن)، وابنُ المُلَقِّن في (البدر المنير ٢/ ٥٧).
الثانية: عيسى بن شعيب، أبو الفضل البصري الضرير؛ قال عَمرٌو الفَلَّاسُ-وروَى عنه حديثًا-: "حدثَنا عيسى، بصريٌّ صدوق ... "(التاريخ الكبير للبخاري ٦/ ٤٠٧)، وقال ابن حِبَّان:"كان ممن يخطئ، حتى فحش خطؤُه، فلما غلبت الأوهامُ على حديثه استحق التَّرْك"(المجروحين ٢/ ١٠١). ولذا قال الذهبي:"صدَّقه الفَلَّاس، وتركه غيرُه"(تاريخ الإسلام ٤/ ١١٧٨)، وقال في (ديوان الضعفاء ٣٢٧٩): "ضعيف"(١). وقال ابن حجر:
(١) ووقع في مطبوع "ديوان الضعفاء": "عيسى بن شُعيب البصري، قال مطر الورَّاق: ضعيف"، وهذا خطأٌ، صوابه: "عن مَطَرٍ الوَرَّاق" كما في (الميزان ٦٥٧١)، والتضعيف قولُ الذهبي.