للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١/ ١٣٨، ٧/ ١٣٩)، لوجد أنه لا فرق بين الترجمتين، حتى إنك لتجد أنهما قد اتفقا في الفقرة التي نقلاها عن الحافظ شِيرُويَه من كتاب طبقات الهمَذانِيين، فلو سلَّمْنا بما ذكره الذهبي وابنُ ناصر الدمشقي، لقلنا: الأقرب أنهما واحد كما هو ظاهر صنيع ابن ناصر، وعلى هذا فيكون قد اختُلِف في أمره، ولكن التحقيق أن (الطَّيَّان وابنَ فِيرَهْ وأَبَّهْ) كل هذه ألقاب خاصة بإبراهيمَ المتكلَّمِ فيه، ولم يذكر أحد ممن ترجم لابن مَتُّويَه أنه يُعرَف بواحد من هذه الألقاب إلا الذهبي وابن ناصر، غير أن ابن ناصر جعلهما شخصًا واحدًا، وفرَّق بينهما الذهبي، وهو الصواب، دون الخلط في الألقاب.

هذا، وقد تعقَّب صاحبُ كتاب (إرشاد القاصي والداني ص ٧٣، ٧٤) كلًّا من الإمام الذهبي وابن ناصر في هذا الخلط، لكنه وقع في خلط أشدَّ وأنكر، حيث خلط بين إبراهيم بن محمد بن الحسن ابن فِيرَهْ الطيان، وبين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطَّيَّان القَفَّال المتوفي سنة (٤٨٠)، فالأول يروي عن أبي مسعود ابن الفُرات (المتوفي ٢٥٨) وسَمُّويَه (المتوفي ٢٦٧)، وهَنَّاد (المتوفي ٢٤٣)، بينما الثاني القَفَّال يَروي عن إبراهيمَ بن عبد الله المعروف بابن خُرَّشِيذ قُولَه، المتوفَّى (٤٠٠ هـ)، والقَفَّال هذا شيخ شِيرُويه بن شَهْرَدارَ الدَّيْلمي المتوفي (٥٠٩)، بينما يصل الدَّيْلمي إلى ابن فِيرَهْ صاحبِنا بثلاثة رجال، وتجد أن أبا سعد الماليني المُتوفَّى (٤١٢ هـ) يروي عن ابن فِيرَهْ بواسطة أبي بكر الخَزَري كما في (الأنساب ٢/ ٣٦٠، ٣٦١)، ومع ذلك كلِّه فقد أخطأ هذا المتعقِّبُ أيضًا في نسبته عدمَ التفرقة بين الاثنين إلى الذهبي، مساويًا بينه وبين ابن ناصر؛ فإن الذهبي قد فرَّق بينهما كما بيَّنَّاه، لكنه أعطَى لابن مَتُّويَه ألقابَ ابنِ فِيرَهْ، والله أعلى وأعلم.

* * *