ورواه أحمدُ في (مسنده) من طريق يونس بن أبي إسحاق، وعاصم بن أبي النَّجُود، كلاهما عن جُرَيٍّ به.
ورواه الثوري كما في (رواية السري عن شيوخه، ورواية الفريابي عنه) عن أبي إسحاق قال: أخبرني جري النهدي به.
والحديثُ مدارُ إسنادِهِ عند الجميعِ على جُرَيٍّ النَّهْدِيِّ به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ عدا جري النهدي، وهو جري بن كليب الكوفي؛ روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ويونس بن أبي إسحاق، وعاصم بن أبي النَّجود، وقال عنه الحافظ:"مقبول"(التقريب ٩٢١)، يعني عند المتابعة، وإلا فَليِّن.
وثَمة راوٍ آخر اسمه جري بن كُليب السدوسي، بصري، روى عنه قتادة، وكان يُثني عليه خيرًا، ووَثَّقَهُ العجليُّ (٢١٦)، وقال عنه عليُّ بنُ المدينيِّ:"مجهولٌ، لا أعلمُ أحدًا روى عنه غير قتادة "، وقال عنه أبو حاتم:"شيخٌ، لا يُحتجُّ بحديثه"(الجرح والتعديل ٢/ ٥٣٦)، وقال عنه الحافظ:"مقبول"(التقريب ٩٢٠).
وقد جعلهما ابنُ أبي حاتم واحدًا كما في (الجرح والتعديل ٢/ ٥٣٦). وهو ظاهرُ صنيع البخاري في (التاريخ ٢/ ٢٤٤)، وصنيع ابن حبان في (الثقات ٤/ ١١٧)؛ إذ قالا في الذي روى عنه قتادة:"جري بن كليب النهدي"!
ولعلَّه لذلك قال الترمذي بعد أن خرَّجه:"هذا حديثٌ حسنٌ".