ومع ذلك قال الرشيدُ العطارُ:"هذا أحسنُ طُرُقِهِ"! (القول البديع- صـ ١٣٠).
والحديثُ عدَّه ابنُ عساكر من غرائبِ حديثِ سمرةَ كما في (التاريخ ٣٤/ ٤٠٦).
وقال ابنُ القيمِ:"رواه أبو موسى المدينيُّ وبَيَّن عِلَّتَهُ". وهذا يعني أنه معلولُ السندِ عنده، لكنه قال بعد ذلك:"قال الحافظُ أبو موسى: هذا حديثٌ حسنٌ جدًّا، رواه عن سعيد بن المسيب: عمر (١) بن ذر، وعليّ بن زيد بن جدعان"(الروح- صـ ٨٢).
قال الألبانيُّ:"هو لا يعني أنه حسنٌ بمجموعِ طرقه -كما هو المعلومُ اصطلاحًا-، وإنما يعني أنه حسن لغة، وهذا استعمالٌ معروفٌ عند بعضِ الحفاظِ .. ، ويؤيده أن هلالًا أبا جبلة نكرة لا يُعرفُ ... على أن الراوي عنه فرج بن فضالة: ضعيفٌ، وبهما أعلَّه ابنُ الجوزيِّ"(الضعيفة ١٤/ ١٢٣٧).
قلنا: ويحتملُ أنه أرادَ حُسْنَ معنَاهُ لوجودِ ما يشهدُ لأصلِهِ، فقد نقلَ ابنُ القيمِ عنِ ابنِ تيميةَ أنه كان يُعظِّمُ أمرَ هذا الحديثِ ويقولُ:"أصولُ السُّنَّةِ تشهدُ له، وهو من أحسنِ الأحاديثِ"(الروح- صـ ٨٣)، و (الوابل الصيب- صـ ٨٣).
زادَ المُناويُّ:"وإذا تتبعت متفرقات شواهده رأيت منها كثيرًا"(الفيض ٣/ ٢٦).
(١) في المطبوع: "وعمرو"! بإقحام الواو، وليست في (الوابل الصيب، صـ ٨٣ وصـ ١١٣).