قلنا: نعم، لبعض فقراته شواهد في الجملة؛ كحديث أسماء الذي ذكره العراقيُّ مصححًا له عند كلامه عن طريق المخزوميِّ، وهو عند أحمد في (المسند ٢٦٩٧٦) بلفظ: "إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ، الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ ... إلخ".
وبغَضِّ النظر عن الاختلاف بين سياقة حديثنا وسياقة هذا الشاهد وغيره، فإن كثيرًا من فقرات الحديث لا شواهدَ لها، كفقرتي الوضوء والغسل من الجنابة، وبنحو هذا أجابَ الألبانيُّ في (الضعيفة ١٤/ ١٢٣٩).
الطريق السادس:
علَّقه ابنُ أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٧/ ٢٣٨) عن محمد بن عبد الله بن نُمير أنه قيلَ له: بالريِّ رجلٌ كوفيٌّ يقالُ له: محمد بن حسان، يَروي عن أبيك. قال: وأيُّ شيءٍ رَوى عن أَبي؟ قالوا: روى عن أبيك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُ رِجَالًا يُؤْتَى بِهْمُ ... » الحديث الطويل. فقال ابنُ نُميرٍ:"تركَ النَّاسَ كلَّهم وجاءَ يكذبُ على أَبي؟ ! ".
ومحمد بن حسان هذا هو ابن حسان بن مصعب، قال أبو حاتم:"صَنَّفَ كتابَ المعراج وكان كذَّابًا"(الجرح والتعديل ٧/ ٢٣٨).
فالإسنادُ تالفٌ، وقد جاءَ عن يحيى بن سعيد من طريقٍ آخر ليسَ بأفضل من هذا:
فرواه أبو الشيخ في (الطبقات ٢/ ٣٠٣) -وعنه أبو نُعيمٍ في (تاريخ أصبهان ٢/ ٣٠٧)، والشجريُّ في (الأمالي ١٣٦٧) - قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: ثنا علي بن بشر، قال: ثنا نوح بن يعقوب بن عبد الله الأشعري، [قال: ثنا أبي]، قال: ثنا يحيى بن سعيد عن