وأما رواية البكائي، ففي (سيرة ابن هشام ٢/ ٨٦)، ومن طريقه أبو النعيم المستملي في (الأربعين المتباينة/ ح ٧ مختصرًا)، وأما رواية سلمة ففي (تاريخ الطبري ٢/ ٥١٩ - ٥٢٢) عن ابن حميد عنه، وانظر:(تفسير الطبري ٦/ ١٥٥ - ١٥٦).
فتبين بهذا أن المرفوع بهذا الإسناد إنما هو قوله:((أَوْجَبَ طَلْحَةُ)) فقط، بينما قصة الصعود على ظهر طلحة وقصة إحضار علي الماء من المهراس من قول ابن إسحاق! .
ولذا علق ابن حجر على رواية يونس بن بكير، فقال:((رواه أحمد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، فجعل المسند منه الجملة الأخيرة، والبقية بلا إسناد، وهكذا ذكره زياد البكائي من رواية ابن هشام عنه في تهذيب السيرة متصلًا، ورواه الحاكم أيضًا من طريق ابن المبارك، عن ابن إسحاق مختصرًا على الجملة المسندة، وهو قوله: ((أَوْجَبَ طَلْحَةُ))، وهذا كله يدل على أنَّ في رواية يونس إدراجًا)) (الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ١/ ٢٣).
قلنا: وهذا ينطبق أيضًا على رواية جرير بن حازم كما بينَّاه، لا سيّما قصة علي رضي الله عنه، فإنها لم تذكر حتى في رواية يونس بن بكير التي أعلَّها الحافظ بالإدراج معتمدًا على روايتي ابن المبارك وإبراهيم بن سعد.
وهذا ليس بغريب، فقد نقل ابن حجر في (المطالب ٤٢٦٠) روايتين أخريين عن ابن راهويه قبل روايتنا هذه بنفس الإسناد، ووقع فيهما إدراج كثير أيضًا، وقد علَّق ابن راهويه نفسه على إحداها قائلًا:((هكذا حدَّثنا به وهبٌ، وأظنُّ بعضَ التفسير من ابن إسحاق))، فتعقبه ابن حجر قائلًا: ((بل انتهى حديث الزبير رضي الله عنه إلى قوله تبارك وتعالى: {غفور حليم}، ومن قوله: