فيه توثيقًا بحيثُ لا يتطرقُ إليه احتمال التحسين، صدرته بلفظ (رُوي) ولا أذكر ذلك الراوي ولا ما قيل فيه البتة، فيكون للإسناد الضعيف دلالتان:
١ - تصديره بلفظ رُوي،
٢ - إهمال الكلام عليه في آخره"
(مقدمة الترغيب والترهيب صـ ٢٤، ط. بيت الأفكار).
فلو كان عنده الحديث عن جعفر بن سليمان ما صَدَّره بذلك، إلَّا إذا فاته الوقوف على سندِ الطحاويِّ، وهذا ما يبعد، والله أعلم.
رابعًا: أن الحافظَ ابنَ رجبٍ الحنبليَّ ذكرَ الحديثَ في (أهوال القبور صـ ٩٠) فقال: "ورويناه من طريق حفص بن سليمان القارئ، وهو ضعيفٌ جدًّا، عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود ... "، فذكره.
فلو كان عنده عن غير حفص لما ذكره من طريقه، وقد نصَّ على تضعيفِ الحديثِ به، والله أعلم.
خامسًا: أن جعفر بن سليمان لا يُعرفُ بالرواية عن عاصم بن بهدلة، وهذا بخلاف حفص الذي لازمه وأخذ القراءة عليه وصحبه، فدخول الوهم في الاسمين وارد، والله أعلم.
قلنا: فالصحيحُ الذي لا مريةَ فيه أن صاحبَ الحديثِ هو حفصُ بنُ سليمانَ المقرئُ.
وعليه فالسندُ ضعيفٌ جدًّا، كما قال الحافظ ابن رجب؛ فإن حفص بن سليمان الأسديَّ القارئ: "متروكُ الحديثِ مع إمامتِهِ في القراءةِ" (التقريب ١٤٠٥).
وفيه علةٌ أُخرَى: وهي أن الصحيحَ فيه عن عاصمٍ ما رواه الإمامُ الثقةُ حمادُ بنُ سلمةَ عنه عن أبي إسحاقَ عن عمرِو بنِ شرحبيل من قولِهِ.