* وأما سعيد بن سلمة: فتابعه يزيد بن محمد القرشي، وسيأتي الكلام على رواية كل منهما.
وروى هذا الحديث يحيى بن سعيد الأنصاري واخْتَلفَ عليه الثقاتُ اختلافًا كبيرًا وصل إلى حدِّ الاضطراب، وجزم ابن حجر بأنَّ هذا الاضطراب فيه إنما هو من يحيى (التلخيص الحبير ١/ ١٢٠).
وعلى هذا فلا يمكن أن تعل رواية مالك برواية قد اضطَرب فيها صاحبُها - كما صنع ابن عبد البر وغيره -، بل قال البيهقي:((هذا الاختلاف يدل على أنه لم يحفظه كما ينبغي وقد أقام إسناده مالك بن أنس عن صفوان بن سليم، وتابعه على ذلك الليث بن سعد عن يزيد عن الجُلَاح أبي كثير، ثم عمرو بن الحارث عن الجلاح، كلاهما، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة ... فصار الحديث بذلك صحيحًا كما قال البخاري)) (المعرفة ١/ ١٣٧).
هذا وقد صحَّحه جماعة من أئمة الحديث والفقه:
فقال البخاري:((هو حديث صحيح)) (العلل الكبير للترمذي ص ٤١).
وقال الترمذي:((هذا حديث حسن صحيح)) (السنن).
وقال ابن المنذر:((ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في ماء البحر: ((هو الطَّهُورُ ماؤه الحِلُّ مَيْتَتُهُ)))) (الأوسط ١/ ٢٤٧).
وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، ونصَّ على صحته أيضًا في (المجروحين ٢/ ٣١٦).
وابن منده في كتاب ((الطهارة بالاتفاق والتفرد على رسم أهل المعرفة