فأخرجه ابن شاهين في (فضائل الأعمال ٤٦٢) من طريق عبد الله بن صالح المصري حدثني إسماعيل بن عياش، به.
قال الطبراني في (الأوسط): "لم يَرْوِ هذا الحديث عن عطاء بن أبي رباح إلا العباس بن عتبة، تفرَّدَ به إسماعيل بن عياش".
قلنا: وإسنادُهُ ضعيفٌ؛ فيه علتان:
الأولى: العباس بن عتبة؛ قال العقيليُّ:"عباس بن عتبة عن عطاء، روى عنه إسماعيل بن عياش، لا يصحُّ حديثُهُ" ثم ذكرَ له هذا الحديث، ثم قال:"وقد رُوي هذا بغير هذا الإسناد بإسنادٍ لينٍ أيضًا"(الضعفاء ٣/ ٢٤٦). إشارة منه إلى حديث الحسن بن ذكوان المذكور في الوجه الأول، وقد علمتَ ما فيه.
وأقرَّ العقيليَّ على ذلك الذهبيُّ وابنُ حَجرٍ، انظر:(الميزان ٢/ ٣٨٤)، و (اللسان ٤/ ٤١١).
الثانية: إسماعيل بن عياش، وهو مخلطٌ في غير الشاميين، ولا يُدرى العباس بن عتبة شامي أم لا إذ هو في عِدادِ المجاهيلِ كما تقدَّمَ.
وبهذا يُتعقب المُناويّ في قوله:"إسنادُهُ لا بأسَ به"(التيسير ٢/ ١١٦).
وقال الألبانيُّ:"وجملةُ القولِ أن الحديثَ حسنُ الإسنادِ لولا عنعنة ابن ذكوان، فهو حسنٌ بروايةِ العباسِ بنِ عتبةَ، والله أعلم"(الصحيحة ٢٥٣٩).
قلنا: كيف يُحَسَّنُ برواية العباس بن عتبة وهو مجهولٌ! والراوي عنه هو