قال الطَّبَرانيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ سَلْمٍ الرَّازيُّ، ثنا سَهْلُ بنُ عُثْمَانَ، ثنا (عبدُ الرحيمِ)(١) بنُ سُلَيمانَ، عن محمدِ بنِ سعيدٍ، عن عُبادةَ بنِ نُسَيٍّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ غَنْمٍ، عن مُعاذٍ، به.
ومَدارُه عندَهم على: محمدِ بنِ سعيدٍ به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ساقطٌ؛ فيه: محمدُ بنُ سعيدٍ، وهو المصلوبُ، كذابٌ؛
قال الحافظُ: ((كذَّبُوه، وقال أحمدُ بنُ صالحٍ:"وَضَعَ أربعةَ آلافِ حديثٍ"، وقال أحمدُ:"قتَلَه المنصورُ على الزَّندقةِ وصَلَبَه")) (التقريب ٥٩٠٧).
وقال الهيثميُّ:"رواه الطَّبَرانيُّ في (الكبير)، وفيه: محمدُ بنُ سعيدٍ المصلوبُ؛ وهو ضعيفٌ"(المجمع ١١٨٤). ومِثْلُه قال العَيْنيُّ في (نخب الأفكار ١/ ٢٥٦).
كذا قالا! وهو تساهُلٌ غريبٌ. وتعَقَّبَ الألبانيُّ الهيثميُّ، فقال:"قلتُ: بل هو كذابٌ، لكن الحديث قد جاءَ من طريقٍ أخرى عن أبي رافِع ... وإسنادُهُ صحيحٌ ... وله شاهدٌ من حديثِ ابنِ عُمرَ، وجاءَ مُفَرَّقًا في أحاديثَ"(الصحيحة ٢١٢٢).
قلنا: وحديثُ ابنِ عُمرَ وحديثُ أبي رافِعٍ مُخَرَّجانِ في هذا الفصلِ، وقد سبقَ لمتْنِه شواهدُ أُخرَى في البابِ.
(١) وقع في المطبوع من (المعجم الكبير): "عبد الرحمن"، وهو خطأٌ، وقد جاءَ على الصوابِ في (مسند الشاميِّين).