قال: سمِعتُ رَبَاحَ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ حُوَيْطِبٍ، يحدِّثُ عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ ثَوْبانَ، عن أبي هريرةَ، به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه: رَبَاحٌ وأبو ثِفالٍ؛ مجهولان كما سبقَ؛ وقد اختُلِف في إسنادِهِ، وسيأتي الكلامُ عليه عند تحقيقِ حديثِ سعيدِ بنِ زيدٍ رضي الله عنه.
الطريق الرابع والخامس: انظرهما ضِمْنَ الرويات المخرَّجة في نهاية هذا التحقيق.
هذا، وفي البابِ شواهدُ كثيرةٌ لا تخلو من مقالٍ، فمِنَ النُّقَّادِ مَن ردَّها جميعًا، ومِنهم مَن رأى أنها تتعاضدُ بكثرتها، مما يُعطي الحديثَ قوَّةً.
فأما مَن ردَّها، فمنهم:
١) الإمامُ أحمدُ؛ قال:"لا أعلمُ في هذا البابِ حديثًا له إسنادٌ جيدٌ"(العلل الكبير للترمذي ١٧).
وقال أبو داودَ:"قلتُ لأحمدَ: إذا نَسِيَ التسميةَ في الوُضوءِ؟ قال: أرجو أن لا يكونَ عليه شيء، ولا يُعجِبُني أن يتركه خطأ ولا عمدًا، وليس فيه إسناد، يعني: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يُسَمِّ)) "(مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ٣١).
وقال صالحُ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَل لأبيه:"قلتُ: إن تَوَضَّأَ ولم يُسَمِّ؟
قال: أرجو.
قلت: الحديثُ الذي يُروَى عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؟
قال: لا يثبتُ عندي؛ إسنادُهُ ضعيفٌ" (مسائل أحمد رواية ابنه صالح