العلة الأولى: محمدُ بنُ أبانَ؛ وبه أَعَلَّ عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ الحديثَ، فقال:"محمدُ بنُ أبانَ، لا أعرِفه الآن، وأما أيوبُ بنُ عائذٍ فمعروفٌ ثقةٌ"(الأحكام الوسطى ١/ ١٦٣).
فتَعَقَّبَه ابنُ القَطَّانِ بقوله:"ولقد جَعَل مِن محمدِ بنِ أَبانَ مجهولًا، وإن كان يغلبُ على الظنِّ أنه محمدُ بنُ أَبانَ الجُعْفِيُّ -جدُّ مُشْكُدانةَ الحافظِ-، وهو كوفيٌّ ضعيفٌ، كان رأسًا في المرجئة، فتُرك لأجلِ ذلك حديثُه. وأيوب بن عائذ أيضًا كذلك، كوفيٌّ مرجئٌ، ذكره بذلك البُخاريُّ. ووراءَ هذا أن في إسنادِهِ مَن لا يُعرَفُ الْبَتَّةَ، وهو راويه عن محمدِ بنِ أبانَ، وهو مِرْداسُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي بُرْدةَ، فاعلمْ ذلك"(بيان الوهم والإيهام ٣/ ٢٧٧).
العلة الثانية: مِرْداسُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ؛ قال عنه الذَّهَبيُّ:"لا أعرفه، وخبرُهُ منكَرٌ في التسميةِ على الوضوءِ"(ميزان الاعتدال ٤/ ٨٨).
وتَعقَّبَه الحافظُ بقولِهِ:"هو مشهورٌ بكنيته: أبو بلالٍ، من أهلِ الكوفةِ، يروي عن قيسِ بنِ الربيعِ والكوفيين، روى عنه أهلُ العراقِ؛ قال ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات): يُغرِبُ ويتفرَّدُ. وَليَّنَهُ الحاكمُ أيضًا. وقولُ ابنُ القَطَّانِ: "لا يُعرَفُ الْبَتَّةَ" وَهِمَ في ذلك؛ فإنه معروفٌ"(لسان الميزان ٧٦٤٧).
وعلى أية حال فقد تفرَّدَ بهذا الإسنادِ، ولم يتابَعْ.