وكذلك البَيْهَقيُّ، حيث قال:"إسماعيلُ بنُ مسلمٍ المكيُّ هذا لا يُحتجُّ بحديثِهِ"(الخلافيات ١/ ٣٧٩).
وأَعَلَّه ابنُ حِبَّانَ بعليِّ بنِ هاشمٍ؛ حيث ذكره في (المجروحين ٢/ ٨٦)، وقال:"كان غاليًا في التشيُّعِ، ممن يروي المناكيرَ عنِ المشاهيرِ، حتى كثُرَ ذلك في رواياتِهِ مع ما يقلب من الأسانيد". ثُمَّ ذكرَ هذا الحديثَ.
قلنا: وفي هذه العلةِ نظرٌ؛ فإن عليَّ بنَ هاشمِ بنِ البَريدِ الكوفيَّ؛ أخرجَ لَهُ مسلمٌ، ووثَّقَهُ وأثنَى عليه غيرُ وَاحدٍ من الأئمةِ؛ كأحمدَ وابنِ مَعِينٍ وابنِ المَدِينيِّ وأبي زُرْعةَ والنَّسائيِّ ويعقوبَ بنِ شَيْبةَ وغيرِهم، وإنما تُكُلِّم فيه لأجْلِ التشيُّعِ وليس الحديث. وقد ذكره ابنُ حِبَّانَ نفسُه في (الثِّقات ٧/ ٢١٤) ولم يزدْ على قولِهِ: "وكان يتشيعُ".
فالحملُ في هذا الحديثِ على شيخِهِ إسماعيلَ بنِ مسلمٍ.
الطريق الثاني:
أخرجه الطَّبَرانيُّ في (الأوسط ٨٣١٨)، قال: حدثنا موسى بنُ زكريا، نا عَمرو بنُ الحصين، نا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُلَاثةَ، عن عبدِ الكريمِ بنِ مالكٍ الجَزَريِّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ، عن أبي هريرةَ به، بلفظ:((تَمَضْمَضْ أَوِ (١) اسْتَنْشِقْ، وَالأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ)).
(١) كذا في المطبوع، ولعلَّ الصواب: (و) بالعطف، كما عند الدَّارَقُطنيِّ وغيرِه، وقد رواه من الطريقِ نفْسِها.