وأخرجه الدَّارَقُطنيُّ في (السنن ٣٥٢)، والبَيْهَقيُّ في (الخلافيات ٢٠٧، ٢٠٨) من طريقِ عَمرِو بنِ الحصينِ به، بلفظ:((تَمَضْمَضُوا وَاسْتَنْشِقُوا ... )).
قال الطَّبَرانيُّ بإثره:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن عبدِ الكريمِ إلَّا ابنُ عُلاثةَ، تفرَّدَ به عَمرُو بنُ الحصينِ".
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًّا؛ فيه عِلَّتان:
الأولى: عَمرُو بنُ الحصينِ؛ وهو متروكٌ كما في (التقريب ٥٠١٢).
الثانية: محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُلَاثةَ، وهو مختلَفٌ فيه، فوَثَّقَهُ ابنُ مَعِينٍ وابنُ سعدٍ، وقال أبو زُرْعةَ:"صالح"، وقال ابنُ عَدِيٍّ:"حسنُ الحديثِ، وأرجو أنه لا بأسَ به".
بينما قال البُخاريُّ:"في حديثِهِ نظر"، وقال أبو حاتم:"يكتبُ حديثُهُ ولا يحتجُّ به"، وقال ابنُ حِبَّانَ:"كان يروي الموضوعاتِ عن الثِّقاتِ؛ لا يحلُّ ذكره إلا على جهةِ القدحِ فيه"، وقال الدَّارَقُطنيُّ:"متروكٌ"، وقال الحاكمُ:"يروي عنِ الأَوْزَاعيِّ وخُصَيف والنَّضْر بن عربي أحاديثَ موضوعة، ومدار حديثه على عَمرِو بنِ الحصينِ"، وقال أيضًا:"ذاهبُ الحديثِ، له مناكيرُ عن الأَوْزَاعيِّ وعن أئمةِ المسلمين".
وقال الأَزْديُّ مُعَقِّبًا على قولِ البُخاريِّ السابقِ:"لسنا نقنعُ من البُخاريِّ بهذا، حديثُهُ يدلُّ على كَذِبِهِ".
فتَعَقَّبَه الخطيبُ، قائلًا: "قد أفرطَ الأَزْديُّ في الميلِ على ابنِ عُلَاثةَ، وأحسبه وقعتْ له روايات لعَمرِو بنِ الحصينِ، عنِ ابنِ عُلَاثة، فَنَسَبَهُ إلى الكذبِ لأجْلها، والعِلةُ في تلك من جهةِ عَمرِو بنِ الحصينِ؛ فإنه كان كذَّابًا، وأما ابنُ عُلَاثَةَ، فقد وصفه يحيى بنُ مَعِينٍ بالثقةِ، ولم أحفظْ لأحدٍ