الأولى: الانقطاع؛ فلم يسمعه عبد الكريم من حسان بن بلال.
وبهذا أَعَلَّه غيرُ وَاحدٍ من النقاد:
* فقال البُخاريُّ:"ولم يَسمع عبد الكريم من حسان"(التاريخ الكبير ٣/ ٣١).
* قال أحمد بن حَنبَل: قال ابنُ عُيَيْنةَ: لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديثَ التخليل" (العلل ومعرفة الرجال (١/ ٤٥٥)، ونقله التِّرْمِذيُّ عَقِبَ الحديث، وأقَرَّه.
ويؤيد هذا؛ قولُ الحافظ: "رواه ابنُ المقرئ، عن سفيانَ، عن عبد الكريم، عمَّن يحدِّث عن حسان" (النكت الظراف ٧/ ٤٧٣).
وهذا صريح بأنه لم يسمعه منه.
قلنا: ووقع في رواية أبي يَعْلَى التصريحُ بالتحديث بين عبد الكريم وحسان: "عن عبد الكريم أبي أمية، أن حسان بن بلال المزني، حدثه أنه، رأى عمار بن ياسر"، وهو مخالف لرواية الجماعة، ومخالف أيضًا لنص الأئمة.
ولذا قال ابنُ رجب الحَنبَلي: "وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هو خطأ، يعني: ذِكْرَ السماع ... وحينئذ ينبغي التفطُّن لهذه الأمور، ولا يُغتَرُّ بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد" (شرح علل التِّرْمِذيّ ٢/ ٥٩٣ - ٥٩٤).