الثانية: عبد الكريم بن أبي المُخارِقِ؛ قال الحافظُ:"ضعيف"(التقريب ٤١٥٦).
ووقع عند الحاكمُ:"عبد الكريم الجزري" ولعله لذلك قال قبله: "في تخليل اللحية شاهد صحيح عن عمار بن ياسر"(المستدرك ٥٣٥).
وتَعقَّبَه ابن المُلَقِّنِ، فقال:"عبد الكريم هذا هو أبو أُمَيَّةَ بن أبي المُخارِقِ، كما أخرجه التِّرْمِذيُّ، وهو أحد الضُّعفاء، ولم يسمعه من حسان. قاله ابن عُيَيْنةَ والبُخاريُّ، فأين الصحة؟ ! "(البدر المنير ٢/ ١٨٨).
ويحتمل أنه صَحَّحَهُ لأجل طريق قتادة؛ ولذا تَعَقَّبَه الحافظُ بإعلال الوجهين، فقال:"قوله: إنه صحيح غير صحيح؛ بل هو معلول، وما وقع عنده في نسب عبد الكريم وهَمٌ، وإنما هو أبو أُمَيَّةَ، وقد ضعَّفَه الجمهور"، ثُمَّ قال:"قد بيَّن ابنُ المَدِينيِّ علةَ هذا الحديثُ، فقال: لم يسمعه قتادة إلا من عبد الكريم"(إتحاف المهرة ١١/ ٧٢٠).
ولذا قال الشَّوْكانيُّ:"وأما حديث عمار فرواه التِّرْمِذيُّ وابنُ ماجَهْ، وهو معلول"(نيل الأوطار ١/ ١٨٩).
هذا، وقد أَعَلَّ هذا الحديثُ من طريقِيه بجهالة حسان وعدم سماعه من عمار، ابنُ حزم الظاهريُّ، ورد عليه ابن القَيِّم، فقال: "وقد أَعَلَّه ابن حزم بعلتين: إحداهما أنه قال: حسان بن بلال مجهول. والثانية قال: لا نعرف له لقاءً لعمار بن ياسر.
فأما العلة الأولى: فإن حسانًا روَى عنه أبو قِلابة وجعفرُ بن أبي وَحْشِيَّةَ وقتادةُ ويحيى بنُ أبي كثير ومَطَرٌ الوَرَّاقُ وابنُ أبي المُخارِقِ وغيرُهُم، ورَوَى له التِّرْمِذيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَهْ. قال عليُّ بن المَدِينيِّ: كان ثقة.