قال البُخاريُّ في (التاريخ الكبير ٦/ ٣٧٧): وقال أبو نُعَيمٍ: حدثنا جَرير بن حازم، عنِ ابنِ سيرين، حدثنا عَمرو بن وَهْب، عن المغيرة رضي الله عنه، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
وتابع أبا نُعَيمٍ: أبو غَسَّانَ مالكُ بن إسماعيل؛ أخرج روايتَه الخطيبُ في (المدرج ٢/ ٨٧٤) من طريقِين عنه.
وهذا الوجه موافق لرواية الجماعة، وقد صرح فيه بسماع ابن سيرين من عَمرو.
فيبدو - والله أعلم - أن جَريرًا لم يضبط سنده جيدًا، فكان يضطرب فيه، وأَوْلَى الأوجه عنه ما وافق فيه الجماعةَ عنِ ابنِ سيرين، وقد رواه عنه ثقاتٌ ثبات؛ هُمَا: أبو نُعَيمٍ الفضل بن دُكَيْن، وأبو غَسَّانَ مالكُ بن إسماعيل.
وكذا الحال مع رواية ابن عَون عنِ ابنِ سيرين، فقد اختلف عليه على أوجه:
الأول:
رواه النَّسائيُّ في (الصغرى ٨٥) و (الكبرى ١٠٥، ١٣٨) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم البصري، عن بشر بن المُفَضَّل، عنِ ابنِ عون، عن عامر الشَّعبي، عن عُرْوةَ بن المغيرة، عن المغيرة، وعن محمدِ بنِ سِيرِين، عن رجل حتى رَدَّه إلى المغيرة - قال ابنُ عَون: ولا أحفظ حديث ذا من حديث ذا -، أن المغيرة قال: ... فذكره.
الثاني:
رواه أحمدُ (١٨١٩٣)، قال: حدثنا يَزيد بن هارونَ، أخبرنا ابن عَون،