ولكنه أخطأ في هذا الإسناد، فحَبَّانُ بن واسعٍ تابعيٌّ لم يَرَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، إنما رَوَى هذا الحديثَ عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
هكذا حدث به جماعة عنِ ابنِ وَهْبٍ عن عَمرو بن الحارث، أن حَبَّانَ بن واسع حدثه، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ، به. منهم:
١، ٢، ٣) هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأَيْليُّ، وأبو الطاهر أحمد بن عَمرو بن السَّرْح، كما في (صحيح مسلم ٢٣٦).
٤) وسُرَيْج بن النعمان، كما في (مسند أحمد ١٦٤٦٧).
٥) وأَصْبَغُ بنُ الفرَج، كما في (التاريخ الكبير ٣/ ١١٢).
٦) وعليُّ بن خَشْرَم، كما في (جامع التِّرْمِذيّ ٣٥).
٧) وأحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، كما في (صحيح ابن خُزَيْمةَ ١٦٤).
٨) وحَجَّاج بن إبراهيم الأزرق، كما في (مستخرج أبي عَوَانةَ ٧٥٠).
كلُّهم عنِ ابنِ وَهْبٍ به من حديث عبد الله بن زيد.
وخالفهم هاشم بن الوليد، فرواه عنِ ابنِ وَهْبٍ به مرسلًا، ولم يذكر (عبد الله بن زيد).
ولا ريب أن رواية الجماعة أصَحُّ.
ولذا قال أبو القاسم البَغَويُّ في ترجمة واسع بن حَبَّانَ:"في صحبته مقالٌ"، وذكر له هذا الحديثُ، وأقَرَّه أبو نُعَيمٍ في (معرفة الصحابة ٥/ ٢٧٣٧).
وقال ابنُ الأثير - عَقِبَ الحديث -: "هكذا رواه هاشم بن الوليد بن طالب، عنِ ابنِ وَهْبٍ، عن عَمرو بن الحارث، عن حَبَّانَ.