وهذا هو الذي تَرجَمَ له البخاريُّ في (التاريخ الكبير ١/ ٢٢٤)، وابنُ أبي حاتمٍ في (الجرح والتعديل ٨/ ١٠١)، وابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٥/ ٣٧٥) وذكروا أنه يَروي عنه يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، وأن حديثَهُ مرسلٌ.
ولذا قال ابنُ حَجرٍ:((ذكره عبدانُ في الصحابةِ، وقال: سمع منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم أخرجَ من وجهين عن يحيى ... ))، وساقَ الحديثَ، ثم قال:((وهذا ليس فيه ما يدلُّ على ما زعمه عبدانُ أنه سمع منَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد ذكره البخاريُّ ومَن تَابَعه في التابعين، وقالوا: إن حديثَهُ مرسلٌ، واختلفوا في نَسَبِهِ؛ فقيل: هو محمدُ بنُ محمودِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مسلمةَ، ابنُ أخي محمدِ بنِ مسلمةَ، وقيل حفيده)) (الإصابة ١٠/ ٥٢٤).
ومحمدٌ هذا لم نجدْ مَن وَثَّقَهُ، غير أنَّ ابنَ حِبَّانَ ذكره في (الثقات ٥/ ٣٧٥) وقال: ((يَروي المراسيلَ، روى عنه يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ وعُمارةُ بنُ غَزِيَّةَ)).
وهذا فيه نظرٌ، فقد ذكرَ مسلمٌ في (المنفردات والوحدان، صـ ١٢٤) أن محمدًا هذا تفرَّدَ عنه بالروايةِ يحيى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، فهو في عدادِ المجهولينَ. والله أعلم.
[تنبيهان]:
التنبيهُ الأولُ: عَلَّقَ الشافعيُّ هذا الحديثَ بصيغةِ الجزمِ. ولم يُسْنِدْهُ، فقال:((وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لأعمى يَتَوَضَّأُ:«بَطْنَ القَدَمِ، بَطْنَ القَدَمِ»، فجعلَ الأعمى يَغْسِلُ بطنَ القَدَمِ، ولا يَسْمَعُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسُمِّيَ البصير))، (اختلاف الحديث ٨/ ٦٣٣)، و (المعرفة للبيهقي ٦٦٦).