وهنا ينبغي التنبيه على أن قولهم:(رجاله رجال الصحيح) لا يلزمُ منه صحة الإسناد فضلًا عن صحةِ الحديثِ.
فربما يكون رجاله رجال الصحيح (كلٌّ بمفرده)، لكن رواية هذا الراوي عن شيخه هذا ضعيفة؛ كمعمرٍ في قتادةَ وثابتٍ، وسفيان بن حسينٍ وجعفر بن برقانَ في الزهريِّ ... وغيرهم كثير.
أو يكون الراوي لم يسمعْ من شيخِهِ، كما هو الحالُ هنا في روايةِ يعقوبَ بنِ خالدٍ عن ابنِ عباسٍ.
فالاعتمادُ على نحو قولِ الهيثميِّ هذا في تصحيح الأحاديث خطأ كبير، يجبُ الحذر منه، وإن كان -للأسف الشديد- هذا صنيع كثير من المعاصرين في هذه الأيام، لاسيما بعض دكاترة الجامعات. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الطريق الثاني: عطاء بن يسار، عن ابن عباس:
أخرجه الدارقطنيُّ في (الأفراد) -كما في (الأطراف ٢٧٧٠) -: من طريقِ الحسينِ بنِ مهديٍّ، عن حجاجِ بنِ نُصَيْر، عن ورقاءَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، به.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: حجاجُ بنُ نُصَيْر، وهو:"ضعيفٌ، كان يَقبلُ التلقين"(التقريب ١١٣٩).
وقد أخطأَ في سندِهِ؛ ولذا قال الدارقطنيُّ عقبه:"تَفَرَّدَ به الحسينُ بنُ مهديٍّ عن حجاجِ بنِ نُصَيْر عن ورقاء عن عمرو بن دينار، عنه. والمحفوظ عن ورقاء عن زيد بن أسلم، عنه".