للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكر الغزوة.

وكذا رواه البزارُ، وابنُ عديٍّ: من طريقِ رشدين بنِ سعدٍ، عن الضحاك بن شرحبيل، به.

ولكن رواه أحمدُ (١٥١): عن يحيى بنِ غيلانَ. ورواه ابنُ ماجه وجماعةٌ عن أبي كُريبٍ محمدِ بنِ العلاءِ. كلاهما عن رشدينَ بنِ سعدٍ، أنا الضحاكُ بنُ شرحبيل، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن أبيه، عن عمرَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَنَّهُ تَوَضَّأَ عَامَ تَبُوكَ .. )). والسياقُ لأحمدَ وغيرِهِ، وعند ابنِ مَاجهْ: ((في غزوة)) مبهمة دون تعيين، وهي معينة في بقية المصادر المذكورة في تخريج السياق الثالث، عن نفس شيخ ابن ماجه.

ورواه ابنُ أبي حاتمٍ في (العلل) قال: وسمعتُ أبي وحدثنا عن حرملةَ، عن ابنِ وهبٍ، عن ابنِ لهيعةَ، عن الضحاكِ بنِ شُرَحْبِيلَ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن أبيه، عن عمرَ بنِ الخطابِ: ((رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الحُدَيْبِيَةِ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً)).

فمدارُهُ عند الجميعِ برواياتِهِ الثلاث على الضحاك بن شرحبيل به.

[التحقيق]:

هذا إسنادٌ معلولٌ؛ فيه الضحاكُ بنُ شُرحبيلَ، وهو مختَلفٌ فيه:

فقال أحمدُ: "ضعيفٌ" (تهذيب التهذيب ٤/ ٤٤٥).

بينما قال أبو زرعةَ: "لا بأسَ به، صدوقٌ" (الجرح والتعديل ٤/ ٤٥٩)، ووَثَّقَهُ العجليُّ (٧٧١)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٤/ ٣٨٨).

ولخَّصَ حالَهُ الحافظُ بقوله: "صدوقٌ يهمُ" (التقريب ٢٩٦٩) (١).


(١) وقد فرَّقَ الذهبيُّ في (الميزان ٢/ ٣٢٤) بين الضحاك بن شرحبيل الذي يروي عن زيد بن أسلم، وبين من يَروي عن أبي هريرة. فترجم برقم (٣٩٣٢) للضحاك بن شرحبيل عن زيد بن أسلم. وقال: "ضَعَّفه أحمدُ بنُ حَنبلٍ". ثم قال: "وأما الضحاك بن شرحبيل المصري الغافقي عن أبي هريرة، فصدوق". وتعقبه الحافظ فقال: "كذا أورده المؤلف في المغني ثم قال: الضحاك بن شرحبيل الغافقي مصري، عن أبي هريرة - صدوق مقل. قلت: وهما واحد، والغافقي مترجم له في التهذيب وأوردته لئلا يستدرك" (اللسان ٣٩٥٥).
قلنا: وقد جمع بينهما الذهبي نفسه في (تاريخ الإسلام ٣/ ٢٥٠).