للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وصنيعُ مسلمٍ يؤيدُ هذا القول؛ حيثُ أخرجَ روايةَ وكيعٍ بذكرِ (أبي أنسٍ)، ولم يخرجِ الأُخرى.

وخالفهم أحمدُ والدارقطنيُّ وغيرُهُما، فرجَّحوا رِوايةَ بُسرٍ:

فقال أحمدُ -عقب رواية وكيع-: "إنما هو عن بُسرِ بنِ سعيدٍ" (العلل رواية عبد الله ٢٢٦٠).

وقال الدارقطنيُّ: "وأخرجَ مسلمٌ حديثَ وكيعٍ، عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، عن عثمانَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا. وقد كتبنا عِلَّتَهُ في موضعٍ آخر" (التتبع ٢٧٩).

وقال في الموضعِ الآخرِ: "وهذا مما وهم فيه وكيعُ بنُ الجَرَّاحِ على الثوريِّ مما يُعتدُ به عليه.

وقد خالفه أصحابُ الثوريِّ الحفاظُ منهم: عبيدُ اللهِ الأشجعيُّ، وعبدُ اللهِ بنُ الوليدِ ويزيدُ بنُ أبي حكيمٍ العدنيان، والفريابيُّ، ومعاويةُ بنُ هشامٍ، وأبو حذيفةَ، وغيرُهُم فرووه، عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن بُسرِ بِن سعيدٍ، عن عثمانَ. وهو الصوابُ.

ولم يخرجْ مسلمٌ حديثَ بُسرِ بنِ سعيدٍ المجمع عليه، وأخرجَ حديثَ أبي أنسٍ وهو وهمٌ من وكيعٍ، والله أعلم.

وقد رواه محمودُ بنُ غيلانَ، عن وكيعٍ وأبي أحمدَ، عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، حَمَل أحدَهما على الآخرِ، وغيرُهُ يرويه عن أبي أحمدَ على الصوابِ.

وقد رواه الليثُ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عن أبي النضرِ، عن عثمانَ، مرسلًا، لم يذكرْ بينهما أحدًا.