للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحديثُ وكيعٍ وقوله: (عن أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان)، وهمٌ منه اشْتَبَهَ عليه؛ لأنه كان يُحَدِّثُ مِن حفظه.

والذي عند الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن أبي أنسٍ، عن عثمانَ - حديثان موقوفان، غير حديث الوضوء:

أحدهما: ((كان لا يُكبِّر حتى يعتدل الصفوف يبعث رجالًا يعدلون الصفوف)).

والآخر: ((للمنصت النائي مثل ما للمنصت السامع)) " (التتبع، صـ ٣١٣ - ٣١٤).

وقال الدارقطنيُّ في (العلل) -أيضًا-: "والصحيحُ قولُ مَن قالَ: عن بسرِ بنِ سعيدٍ، والله أعلم" (العلل ٢٥٩).

وقال في (السنن) -عقبَ إسنادِ وكيعٍ-: "وتابعه أبو أحمدَ الزبيريُّ (١)، عن الثوريِّ. والصوابُ: عن الثوريِّ، عن أبي النضرِ، عن بسرٍ، عن عثمانَ" (سنن الدارقطني ١/ ١٤٨).

وقال أبو عليٍّ الغسانيُّ: ((يُذكرُ أن وكيعَ بنَ الجَرَّاحِ وهمَ في إسنادِ هذا الحديثِ في قوله: (عن أبي أنسٍ)، وإنما يرويه أبو النضرِ عن بُسرِ بنِ سعيدٍ عن عثمانَ، روينا هذا عن أحمدَ بنِ حنبلٍ وغيرِهِ))، ثم ذكرَ كلامَي أحمدَ والدارقطنيِّ المتقدمَين. انظر (تقييد المهمل ٣/ ٧٨٤).

وقال النوويُّ: "هذا الإسنادُ من جملةِ ما استدركه الدارقطنيُّ وغيرُهُ"، ثم ذكرَ كلامَ الغسانيِّ السابق بما نقله عن أحمدَ والدارقطنيِّ، وأقرَّهم. انظر


(١) وقد تقدَّمَ النقلُ عن الدارقطنيِّ أن متابعةَ أبي أحمدَ هذه وهمٌ من محمودِ بنِ غيلانَ؛ حيثُ حملَ روايتَه على روايةِ وكيعٍ، ولم ينتبه للفرقِ بينهما.