للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(شرح مسلم ٣/ ١١٤).

وقال ابنُ عبدِ الهادِي -متعقبًا كلامَ أبي زرعةَ-: "وفي قولِ أبي زرعةَ: (وهم فيه الفريابيُّ) نظرٌ، فقد تابعه: الحسينُ بنُ حَفصٍ، وأبو حذيفةَ، وعبدُ اللهِ بنُ الوليدِ العدنيُّ ... وغيرُهُم، وروايتُهم أشبهُ بالصوابِ من روايةِ وكيعٍ، والله أعلم".

ثُمَّ ذكرَ كلامَ الدارقطنيِّ، وقال: وهذا الذي صَحَّحَهُ الدارقطنيُّ مخالفٌ لما صَحَّحَهُ أبو زرعةَ وأبو حاتمٍ، وقوله في هذا أَوْلى، والله أعلم" (تعليقة على علل ابن أبي حاتم، صـ ١٩٢ - ١٩٤).

قلنا: وهذا الوجهُ الذي رَجَّحَهُ أحمدُ والدارقطنيُّ معلٌّ بالانقطاعِ؛ لما تقدَّم من قولِ أبي حاتمٍ أن (بسر بن سعيد عن عثمان مرسل) أي: منقطعٌ؛ وذلك أن بين وفاتي بسر وعثمان (٦٥ سنة)؛ فقد ماتَ بسرٌ (سنة ١٠٠)، وماتَ عثمانُ (سنة ٣٥). فسماعُ بُسرٍ منه مستبعدٌ جدًّا.

نعم، ذكرَ الواقديُّ -وتبعه ابنُ حِبَّانَ- أن بسرَ ماتَ وله من العمرِ (٧٨ سنة) (١)، وعلى هذا يكون عمره يوم مات عثمان: (١٣ سنة)، وهذا كافٍ في الإدراكِ والسماعِ، ولكن الواقدي ليس بثقةٍ ولا معتمدٍ، فلا يُعتمدُ على مثلِه في ردِّ كلامِ الأئمةِ الأعلامِ. والله أعلم.

وقد رُوي هذا الحديثُ مختصرًا هكذا عن عثمانَ من طرقٍ أُخرَى:

منها، عن عروةَ، عن حُمْرانَ، عن عثمانَ:

أخرجه الشافعيُّ في (اختلاف الحديث ٣٠) -ومن طريقه البيهقيُّ في


(١) انظر (الطبقات لابن سعد ٧/ ٢٢٧)، و (مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ٥٤٥).