(بيان خطأ من أخطأ على الشافعي، صـ ١١٨) - قال: أخبرنا ابنُ عيينةَ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن حمرانَ مولى عثمانَ بنِ عفانَ، (عن عثمان)(١): ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)).
وأخرجه الشافعيُّ في (الأم ٧٨)، و (المسند ٥٤)، بنفسِ السندِ، عن عثمانَ:((أَنَّهُ تَوَضَّأَ بِالمَقَاعِدِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا)) ثم قال: سمعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ)).
وكذا رواه أحمدُ في (المسند ٤٩٣) عن ابنِ عيينةَ، به نحوه.
ورواه الحميديُّ (٣٥) وغيرُهُ: عن ابنِ عيينةَ بهذا السندِ، عن حمرانَ مولى عثمانَ قال: تَوَضَّأَ عُثْمَانُ عَلَى المَقَاعِدِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، قال: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ ثُمَّ يُصَلِّي، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الأُخْرَى حَتَّى يُصَلِّيَهَا)).
وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وقد تقدَّمَ تخريجُه وتحقيقُه بأوسعَ مما هاهنا، في:(باب: فضل الوضوء والصلاة عقبه)، حديث رقم (؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ).
وقد رُوي من وجوهٍ أُخرى عن هشامٍ، وعن عروةَ، انظرها في البابِ المذكورِ.
(١) سقط ذكر (عثمان) من طبعة (اختلاف الحديث) فجعله مرسلًا، وذكر محققُه أنه وقعَ في نسخةٍ: "عن عثمان". وهذا هو الصوابُ بلا ريبٍ، كما في (الأم) و (المسند). وكذا رواه البيهقيُّ في (السنن الكبير ٢٩٣)، و (المعرفة ٦٨٦)، و (بيان خطأ من أخطأ على الشافعي، ص ١١٨): من طريق الربيع، عن الشافعي. ونص في (السنن) على أنه من كتاب (اختلاف الأحاديث).