.. ودونه أيضًا من لا يُعرف، فالحملُ على عمرِو بنِ فائِد من بينهم تبرئة لهؤلاء" (بيان الوهم والإيهام ٣/ ١٤٤).
قلنا: وقوله: "ودونه أيضًا مَن لا يُعرفُ" الظاهرُ أنه يعني به: محمد بن عقيل، وهو النيسابوريُّ، المترجمُ له في (التهذيب ٢٦/ ١٢٨)، وقد وَثَّقَهُ النسائيُّ وغيرُهُ! والراوي عنه حافظٌ كبيرٌ كما سبقَ.
وابنُ عبدِ الهادِي في (رسالة لطيفة في أحاديث متفرقة ضعيفة، ص ٣٢).
والحديثُ ذكرَه السيوطيُّ في (الزيادات على الموضوعات ٤٥١)، وابنُ عراق في (تنزيه الشريعة ٢/ ٧٢)، ونقلا حُكمَ ابن عدي بنكارته، ثم حُكمَ الذهبيِّ ببطلانه.
وذكره الفتني في (تذكرة الموضوعات، ص ٣٢) وقال: "فيه ابن فائد، منكر"، وتبعه الشوكاني في (الفوائد المجموعة، ص ١٤).
ولعلَّ أصلَ هذا الحديثِ هو ما رواه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف ٧٤٤) من طريقِ أبانَ العطارِ، عن قتادةَ، عن حسانَ بنِ بلالٍ، قال:((الاِسْتِنْشَاقُ مِنَ البَوْلِ مَرَّةً، وَمِنَ الغَائِطِ مَرَّتَيْنِ، وَمِنَ الجَنَابَةِ ثَلَاثًا)).
ورواه ابنُ أبي شيبةَ أيضًا (٧٤٦) قال: حَدَّثنا معتمر بن سليمان، عن سالم، عن قتادة، قال: كان يقول: ((تَمَضْمَضْ مِنَ الجَنَابَةِ ثَلَاثًا، وَمِنَ الغَائِطِ مَرَّتَيْنِ، وَمِنَ البَوْلِ مَرَّةً)).