لم يُرْمَ بتدليس؛ ولقاؤه لابن مغفل ممكن؛ فإن هذا مات نحو الستين من الهجرة، وذاك فيما بعد سنة عشر ومائة، فبين وفاتيهما نحو خمسين سنة، وليس لدينا دليل ينفي أن يكون أبو نعامة عاش أكثر من هذه المدة حتى لا يمكن له السماع من ابن مغفل! " (صحيح أبي داود ١/ ١٦٤).
قلنا: لكن مع وجود الرواية عنه بواسطة في حديث آخر - مع العلم أن أبا نعامة لم يَرْوِ عن ابن مغفل سوى هذين الحديثين: حديثنا وقد اختلف في إثبات الواسطة بينهما. والحديث الآخر اتفقوا على إثباتها - يقطع الباحث بعدم سماعه منه، والله أعلم.
وقد أعله ابن القطان باختلاط الجريري، فقال - متعقبًا الإشبيلي -: "سكت عنه، والجريري مختلط، ولا يُعرف متى سمع منه حماد" (بيان الوهم والإيهام ٥/ ٦٦٦).
قلنا: وهذا مردود؛ لأن سماع حماد من الجريري كان قبل اختلاطه؛ قال النسائي: "حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس؛ لأن الجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط" (السنن الكبرى عقب رقم ١٠٢٥٠).
وقال العجلي في ترجمة الجريري: "رَوى عنه في الاختلاط يزيد بن هارون وابن المبارك وابن أبي عدي، كل ما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو يختلط، إنما الصحيح عنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن علية ... " (معرفة الثقات وغيرهم ٥٧٦).
الوجه الثاني: عن حماد، عن يزيد الرَّقَاشي، عن أبي نعامة، عن عبد الله بن مغفل: