يرده، بحيث أن القارئ يميل إليهم دونه! فما أشبهه فيه بأسلوب الرازي في رده على المعتزلة في (تفسيره)؛ يحكي شبهاتهم على أهل السنة، ثم يعجز عن ردها!
والواقع أن النفس لم تطمئن لهذا الحديث؛ لغرابته، وشبهة الانقطاع بين زيد بن الحسن وأبيه، فإن هذا مات سنة (٥٠) وزيد في حدود (١٢٠)، مما يُبعد ثبوت سماعه منه" (الضعيفة ٢١٥٠).
قلنا: ولكن قال يحيى بن الحسن بن جعفر العلوى النسابة: سمعت موسى بن عبد الله، وغيره من أصحابنا يقولون: تُوفي زيد بن الحسن وهو ابن تسعين سنة" (تهذيب الكمال ١٠/ ٥٥).
فيكون عمره عند وفاة أبيه عشرين سنة، فلا يبعد سماعه منه حينئذ.
وتساهل الهيثمي فقال:"رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن"(مجمع الزوائد ١١٩٠). وتبعه على تحسينه: السيوطي في (مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود) - كما في (عون المعبود ١/ ١٣٧)، و (التحبير لإيضاح معاني التيسير للصنعاني ٧/ ١٧٩) -، والمُناوي في (الفيض ٥/ ١١٤)، و (التيسير ٢/ ٢٤٣).
كذا قال السيوطي في (حاشيته على سنن أبي داود)، وفي مطبوع (الجامع الصغير ٦٦٢١)، أنه رمز لضعفه، وجزم بذلك الصنعاني في (التنوير ٨/ ٣٥٩). فالله أعلم.