وأخرجه أبو منصور الديلمي في (مسند الفردوس) - كما في (الغرائب الملتقطة ١/ ق ١٥٧): من طريق أبي الحسن بن حجر العسقلاني، حدثنا عبد الله بن محمد، عن أبيه عن أبي هريرة به. فأسقط (ابن أبي السري) وقال (عبد الله) بدل (عبيد الله).
وعلى كلٍّ؛ هذا إسناد تالف مظلم؛ مداره على أبي الحسن بن حجر العسقلاني وهو: يعقوب بن إسحاق بن حجر العسقلاني، قال فيه الذهبي:"كذاب"، واتهمه بالوضع (الميزان ٩٨٠٤). وذكر له الحافظ حديثًا في فضل بيت المقدس، ثم قال:"وهذا من أباطيل يعقوب"، واتهمه بالوضع أيضًا (لسان الميزان ٨/ ٥٢٦).
ومحمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني؛ مختلف فيه: وثقه ابن معين، ولَيَّنه أبو حاتم، وقال ابن حبان وغيره:"كان من الحفاظ"، وقال ابن عدي وغيره:"كان كثير الغلط"، وقال ابن حجر:"صدوق عارف له أوهام كثيرة"(التقريب ٦٢٦٣)، وانظر (تهذيب التهذيب ٩/ ٤٢٥).
وفيه جماعة لم نعرفهم، ومنهم عبيد الله بن محمد الطابخي هذا، إلا أن يكون هو عبيد بن سلمان الطابخي، المتقدم في الطريق الأول، وأخطأ الراوي في اسمه، وهو مجهول أيضًا، كما تقدم.
ولذا قال ابن حجر:"وهذا إسناده مجهول، ولعل ابن أبي السري حَدَّث به من حفظه في المذاكرة، فوهم في اسم البختري بن عبيد، والله أعلم"(التلخيص الحبير ١/ ١٧٢).
قلنا: قد ضَعَّف الحديث غير من تقدم جماعة:
فقال ابن الصلاح: "حديث ((لَا تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ)) لا صحة له، ولم أجد له أنا