قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا حَدَّث به، عن عطاء، عن الشعبي إلا خلف بن خليفة، ولا نعلم أسند عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن عباس غير هذا الحديث، ورواه أبو كدينة عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس".
قلنا: وقد توبع أبو كُدينة على هذا الوجه كما سبق، فالظاهر أن خلف بن خليفة وهم فيه، فإنه كان قد اختلط بآخرة (تهذيب التهذيب ٣/ ١٥١)، واختلف عليه فيه أيضًا:
فرواه الكلاباذي في (بحر الفوائد ٢/ ٥٧٥) من طريق قتيبة عن خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عمن حدثه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:«مَنْ أَعْجَبُ الْخَلْقِ إِيمَانًا؟ ... » الحديث.
وعلقه ابن عبد البر في (التمهيد ٢٠/ ٢٤٨) فقال: وذكر سنيد عن خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب قال: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ: أَيُّ النَّاسِ أَعْجَبُ؟ الحديث موقوفًا!
وكيفما كان الأمر، فمداره عندهم على عطاء بن السائب، وكان قد اختلط، وأبو كدينة وشعيب بن صفوان وخلف لم يُذكروا في قدماء أصحابه الذين رووا عنه قبل الاختلاط، (تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٦)، ولم نجد من رواه عنه من قدماء أصحابه؛ ولذا فالإسناد ضعيف.
وبهذا ضعفه الهيثمي فقال: "فيه عطاء بن السائب، وقد اختلط" (المجمع ١٤١٠٤).
ولم ينتبه الذهبي لذلك، فقال: "إسناده جيد" (تاريخ الإسلام ٢/ ٣٨٢)،