للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذهب مغلطاي في هذا الراوي مذهبًا آخر؛ فقال: "ويشبه أن يكون مطيع هذا هو الغزال، فإن كان فهو ثقة وأجدر به أن يكون؛ لأنه ممن عُرف برواية عن التابعين وبرواية وكيع والقطان وأبي نعيم ويعلى بن عبيد عنه، وهذه هي طبقة ابن راشد - والله أعلم -، وإن كان غيره فلا أعلم من حاله شيئًا؛ لكونه ليس مذكورًا في كتاب البخاري وأبي حاتم الرازي وابن حبان" (شرح ابن ماجه لمغلطاي ٢/ ٧٨ - ٧٩).

قلنا: مطيع الغزال هو مطيع بن عبد الله، ولا يقال له ابن راشد، ثم إنه لا يُعرف برواية عن توبة العنبري، ولا برواية زيد عنه، فالصواب أنه آخَر مجهول لا يُعرف، وحديثه منكر مخالف لرواية الثقات.

ومع ما تقدم ذكره؛ فقد قَوَّى هذا الحديث جماعة من العلماء:

فقال ابن حزم: "وصح أنه عليه السلام شرب لبنًا ولم يتمضمض" (المحلى ٧/ ٤٣٦).

وأخرجه الضياء المقدسي في (المختارة)، وشرطه فيها معروف.

وقال مغلطاي: "روى أبو داود بإسناد لا بأس به ... " (شرح سنن ابن ماجه ٢/ ٧٩) (١).

وقلده العيني في (عمدة القاري ٣/ ١٠٨).

وكذا حسنه ابن حجر في (الفتح ١/ ٣١٣)، والألباني في (صحيح أبي داود


(١) مع ذكر أن راويه يحتمل أن يكون ثقة أو يكون آخر مجهولًا، وذكر أثر أنس المعارض له، وصدره بقوله: "ويخدش فيه"! ، فكيف يكون إسناده لا بأس به؟ ! ، بل به كل البأس.