الأمر الأول: أن الصواب عن عكرمة ما رواه أيوب ومن تابعه، فأسندوه عن ابن عباس، وليس عن عائشة، وقد سبق.
الأمر الثاني: أن المحفوظ عن عائشة في هذا الباب حديث «تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ»، وهذا الحديث قد أخرجه مسلم (٣٥٣) من طريق عروة عن عائشة كما تقدم.
الطريق الثاني:
رواه ابن عدي في (الكامل ٨/ ٤٧٥ - ٤٧٦) قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا عُبيد بن القاسم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَمُرُّ عَلَيَّ وَأَنَا أَطْبُخُ القِدْرَ، فَيَقُولُ:«نَاوِلِينِي»، فَأُنَاوِلُهُ القِطْعَةَ فَيَأْكُلُهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً)).
وهذا إسناد ساقط؛ آفته عبيد بن القاسم الأسدي، قال عنه الحافظ:"متروك، كذبه ابن معين، واتهمه أبو داود بالوضع"(التقريب ٤٣٨٩)
وذكره ابن عدي في (الكامل)، وروى عن ابن معين أنه قال:"عبيد بن القاسم الأسدي كان يكون في مسجد الجامع، وكان له هيئة، وكان كذابًا". ثم أخرج له هذا الحديث وآخر قبله، وقال:"وهذان الحديثان مع أحاديث أُخر يرويها عُبيد بن القاسم، عن هشام بن عروة- ليس هي بمحفوظة".