فقد يكون قوله:((أدرك عليًّا)) من كلام الخرائطي؛ وذلك أن حديث عبد الملك: رواه الفضل بن دُكَيْن، كما عند أبي عبيد في (الطهور ٣٩٨)، وغيره.
وأحمد بن خالد الوهيبي كما عند النسائي في (الكبرى ٩١٧٢)، وغيره.
وشَبَابة بن سَوَّار كما عند الخطيب في (تاريخه ١٢/ ١٤٠).
ثلاثتهم: رووه عن عبد الملك بن مسلم، عن عيسى بن حطان، عن مسلم قال: عن (علي بن طَلْق) به.
فالصواب فيه أنه من مسند علي بن طَلْق، لا مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو ما ذهب إليه غير واحد:
فقال أبو عبيد:((هذا الذي ذكرناه في الحديث الأول: لا أراه علي بن أبي طالب , إنما هو عندنا علي بن طلق ... )) (الطهور ص ٣٩٩ - ٤٠٠).
وقال الطبري:((إنما هو معروف عن علي بن طَلْق، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا عن علي بن أبي طالب)) (تهذيب الآثار - مسند علي بن أبي طالب ٣/ ٢٧٤).
وقال أبو زرعة الرازي:((إنما هو عن مسلم بن سَلَّام عن على بن طَلْق))، وأقره أبو حاتم. (بيان خطأ البخاري ص ٨٧).
وقال الخطيب:((وعليٌّ الذي أسند هذا الحديث ليس بابن أبي طالب، وإنما هو علي بن طَلْق الحنفي، بين نسبة الجماعة الذي سميناهم في روايتهم هذا الحديث، عن عبد الملك. وقد وَهِم غير واحد من أهل العلم، فأخرج هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم)) (تاريخ بغداد ١٢/ ١٤١).