للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا هو الذي فهمه الذهبي وأقره، فقال: ((وقد روى بالإرسال عن طائفة؛ كعلي وأم سلمة، ولم يسمع منهما، ولا من أبي موسى، ولا من ابن سريع، ولا من عبد الله بن عمرو، ولا من عمرو بن تغلب، ولا من عمران ... قاله يحيى بن معين)) (سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٦٦).

وجزم به ابن حجر، فقال: ((وقال بن معين: لم يسمع من عمران بن حصين)) (تهذيب التهذيب ٢/ ٢٦٨).

وكذا فَهِمه عبد الرحمن بن أبي حاتم من تصرف الإمام أحمد، فقال: ((حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: الحسن، قال بعضهم: حدثني عمران بن حصين) قال ابن أبي حاتم: ((يعني إنكارًا عليه أنه لم يسمع من عمران بن حصين)) (المراسيل ١٢٠).

فإن قيل: قد قال الإمام أحمد عن سماع الحسن: ((ما أنكره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين، سمع منه)) (مسائل أحمد، رواية أبي داود ص ٤٤٨).

قلنا: قد عَقَّب الإمام بقرينة تمنع قَبوله، وهي قوله: ((قتادة يُدخل- يعني: الحسن وعمران- بينهما: هَيَّاج)) (مسائل أحمد، رواية أبي داود، ص ٤٤٨).

وهذه القرينة كان الإمام، وغيره كثيرًا ما يرد السماع باستعمالها.

قال ابن رجب: ((فإن كان الثقة يَروي عمن عاصره أحيانًا ولم يَثبت لقيه له، ثم يُدخل أحيانًا بينه وبينه واسطة، فهذا يَستدل به هؤلاء الأئمة على عدم السماع منه)).

ثم ذكر أمثلة تدل على تصرف الإمام أحمد في ذلك، فقال: ((قال أحمد: البهي ما أُراه سمع من عائشة، إنما يَروي عن عروة عن عائشة. قال: وفي