العلة الثالثة: بقية بن الوليد، وهو على الراجح ثقة، إلا أنه يدلس ويسوي، فلابد أن يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند، ولا يكفي ورود التحديث عنه من شيخه الوضين كما عند أحمد وغيره.
ولهذا قال الحسين المغربي:((وفيه بقية بن الوليد، وقد عنعنه، وهو مدلس، فإذا قال: (عن) فليس بحجة)) (البدر التمام شرح بلوغ المرام ٢/ ٩).
وأما ما ذكر أنه صرح بالتحديث كذلك عن شيخ شيخه؛ حيث قال الحافظ ابن حجر:"أخرجه إسحاق في (مسنده) عن بقية، ثنا الوضين، حدثني محفوظ. فأُمِن تدليسه وتسويته"(النكت الظراف ٧/ ٤٢٠).
ففيه نظر؛ فقد رواه ابن المنذر في (الأوسط ٣٦) عن علي بن الحسن، عن إسحاق، قال: حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، به.
فلم يصرح بالتحديث سوى عن شيخه، بل رواه حرب الكرماني في (مسائله -كتاب الطهارة ٢٢٨). ورواه البيهقي في (المعرفة ٩٣٥) من طريق الحسن بن سفيان. كلاهما (حرب، والحسن): عن إسحاق بن راهويه، عن بقية:(عن الوضين، عن محفوظ ... ). كذا بالعنعنة بين بقية وشيخه، وبين شيخه وشيخ شيخه.
وقد رواه بتحديث بقية من شيخه فقط: علي بن بحر، عند أحمد (٨٨٧) وغيره.
وخالفه كل من رواه عن بقية، حيث رووه بالعنعنة بين بقية وشيخه، بل وفي جميع طبقات السند. ومن هؤلاء: