الأم والمسند يكون منقطعًا؛ قال الإمام الرافعي في (شرح المسند): ((فيشبه أن تكون الرواية الأولى مرسلة، ويدلُّ عليه أنهم لم يذكروا في تعريف داود بن الحصين روايته عن جابر ولا غيره من الصحابة)) (البدر المنير ١/ ٤٦٨).
وهذا الطريق لا يتقوى بالطريق الأولى لشدة ضعفها خِلافًا لقول البيهقي:((فإذا ضممنا هذه الأسانيد بعضها إلى بعض أخذت قوة)) (المعرفة ١/ ٦٧).
قال النووي:((وهذا الحديث ضعيف؛ لأنَّ الإبراهيمين ضعيفان جدًّا عند أهل الحديث لا يحتجُّ بهما، وإنما ذكرت هذا الحديث وإنْ كان ضعيفًا لكونه مشهورًا في كتب الأصحاب وربما اعتمده بعضهم فنبَّهتُ عليه، ولم يذكره الشافعي والمحققون من أصحابنا معتمدين عليه بل تقوية واعتضادًا واعتمدوا حديث أبي قتادة)) (المجموع ١/ ١٧٣).
وقال الذهبي:((ابن أبي حبيبة - هو إبراهيم، وَاهٍ - وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى، وهو ضعيف. وداود له مناكير، وأبوه مجهول)) (تنقيح التحقيق ١/ ٢٢).
وذكره الغساني في (تخريج الأحاديث الضعاف من سنن الدارقطني صـ ١٢).
وقال ابن الملقن:((إسناده ضعيف)) (خلاصة البدر المنير ١٥). وضعَّفه ابن حجر في (الدراية ١/ ٦٢).
وللحديث علة أخرى في المتن أشار إليها ابن التركماني في الجوهر، وصرَّح بها الألباني فقال:((ثم إنَّ متن الحديث منكر لمخالفته لحديث القلتين؛ لأنه صدر جوابًا لمن سأله عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع؟ فقال: ((إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلِ الخَبَثَ)). وفي رواية:((لا يَنْجُسُ)))). قال