للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تعرفه فقال: ما هذا؟ قيل: إنسان أو شيطان أو ما شئت من الأجناس (١).

وأما «أيّ»: فإذا أضفتها إلى معرفة كان الجواب تعيين اسم من جنس المضاف إليه، يقال: أي الرجال أخوك؟ فتقول: زيد أو عمرو، وإن أضفته إلى نكرة، كان الجواب صفة من صفات الاسم، يقال: أيّ رجل زيد؟

فتقول: كاتب أو شاعر، وهي تفصّل ما أجملته «ما»، يقال ما عندك؟

فتقول: بزّ، فيقال (٢): أيّ البزّ؟ فتقول: كتّان.

وأمّا «كيف»: فالجواب عنها الحال التي عليها المسئول عنه، ولا يكون إلا نكرة، يقال: كيف زيد؟ فتقول: صحيح أو مريض.

وأمّا «كم» فجوابها تعيين العدد المسئول عنه، يقال: كم مالك؟

فتقول: عشرون دينارا، ويكون نكرة كهذا، أو معرفة كقولك في جواب من قال: كم صمت وسرت؟: اليومين والفرسخين اللاتي تعرفها، وأنكر ذلك ابن السراج (٣)، وقد ذكرناه مبينا في باب الظروف (٤).

وأمّا «متى» و «أيّان» فجوابهما خصوص الزمان، يقال: متى قدم زيد؟

وأيّان خرج؟ فتقول: يوم الجمعة، ولو قلت: يوما أو وقتا لم يجز، ولو قلت:

نهارا أو ليلا، حسن؛ للتخصيص.

وأمّا «أين»، «وأنّى» فجوابهما خصوص المكان، يقال: أين زيد؟

فتقول: في الدار، ولو قلت: مكانا أو موضعا لم يجز؛ للإبهام، فإن قلت:

خلفك، أو أمامك جاز للتخصيص.

وتزيد (من) (٥) في جواب «أنّى» فتقول من عند فلان، ولو أسقطتها لم يحسن.


(١) الغرة (٢/ ٢٧٨ آ).
(٢) ك: فيقول.
(٣) قال في الأصول (١/ ٢٢٩): (ولا يسأل بكم إلا عن النكرة، ومتى لا يسأل بها إلا عن معرفة أو ما قارب المعرفة، يقول القائل: كم سرت؟ فتقول: شهرين أو شهرا أو يوما، ولا يجوز أن تقول:
الشهر الذي تعلم ولا اليوم الذي تعلم؛ لأنّ هذا من جواب" متى".).
(٤) ١/ ١٥٦.
(٥) تكملة من (ب).