للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورأيت زيدا ذو قال ذاك، ومررت بزيد ذو قال ذاك، والزّيدان ذو قالا، والزّيدون ذو قالوا وأنشدوا (١):

فإنّ الماء ماء أبي وجدّى ... وبئري ذو حفرت وذو طويت.

وأمّا «ما» فإذا كان العائد من صلتها مذكورا أو مقدّرا بنيّة الذكر، فإنها اسم بتقدير الّذي، تقول: رأيت ما رأيته، فما اسم، ورأيته صلتها، وهي منصوبة الموضع؛ لأنّها مفعولة، فأمّا إذا كانت هي والفعل مصدرا، ولم يكن في الكلام عائد ملفوظ به، أو مضمر، فهي عند سيبويه (٢) بمنزلة أن، والأخفش (٣) يراها بمنزلة الّذي، تقول: أعجبني ما قمت، أي: قيامك، وأعجبني ما صنعت، أي: صنيعك، والأخفش يقدّره (٤): أعجبني الّذي صنعته، ولا يجيز أعجبني ما قمت؛ لعدم العائد، ويشهد لقول سيبويه قوله تعالى: * وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ * (٥)، وتصف لا يتعدّى إلى أكثر من واحد، وهو هنا الكذب، وقد استوفته (٦)، وقد


(١) لسنان بن الفحل الطائي، (الخزانة ٢/ ٥١٣).
ويروى صدر البيت المستشهد به: فإن البئر بئر ... الخ.
قوله. طويت): طي البئر بناؤها بالحجارة.
وهو في الأمالي الشجرية (٢/ ٣٠٦)، وتعليق الفرائد (٢/ ٢٠٥) تهذيب اللغة (١٥/ ٤٤)، الحماسة (١/ ٣٠٢)، الخزانة (٢/ ٥١١)، (١/ ١٥٨) شرح التسهيل (١/ ٣٤)، شرح التصريح (١/ ١٣٧)، شرح الجمل ١/ ١٧٧)، شرح الحماسة - للتبريزي (٢/ ٧٢ - ٧٣)، شرح المفصل (٣/ ١٤٧، ٨/ ٤٥١)، المسلسل (١٠٩)، الهمع (١/ ٨٤).
(٢) الكتاب (١/ ٣٦٧)، المقتضب (٣/ ٢٠٠)، المسائل المشكلة (٢٧١).
(٣) الأخفش يجيز الوجهين قال في معاني القران (١/ ٤٠ - ٤١): (وقال: * لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا. * يقول: بالإتيان جعل ما وأتوا
اسما للمصدر، وإن شئت قلت: «أتوا» هاهنا «جاؤوا» كأنه يقول: بما جاءوا، يريد بما جاءوه، كما تقول: يفرحون بما صنعوا، أي: بما صنعوه، ومثل هذا في القرآن كثير). وانظر:
المقتضب (٣/ ٢٠٠)، المسائل المشكلة (٢٧١)، معاني الحروف المنسوب للرمانيّ (٨٩) شرح الجمل (٢/ ٤٥٧)، الغرة (٢/ ١٩٥ آ)، شرح المفصل ٨٠/ ١٤٢)، الأمالي الشجرية (٢/ ٢٤٠) إملاء ما منّ به الرحمن (١/ ١٧)، شرح الكافية - للرضي (٢/ ٥٤)، الارتشاف (١١٤ آ).
(٤) ب: تقديره، وهو تصحيف.
(٥) سورة النحل (١١٦).
(٦) الغرة - لابن الدهان (٢/ ١٩٥ آ).