للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا التركيب فهو فرع على الإفراد (١)، وحقيقته: أن تجمع بين اسمين على غير جهة الإضافة (٢)، فتجعلهما اسما واحدا، وتبني الأوّل منهما على الفتح نحو: حضرموت وبعلبكّ، ومعديكرب، ويكون الإعراب جاريا على آخر الاسم الثّاني، فإذا سمّيت به لم تصرفه معرفة، وصرفته نكرة (٣)، فإن سمّيت به مؤنّثا ونكّرته صرفته، وإن كان

قد بقي فيه التركيب والتّأنيث، كما تصرف حمدة إذا نكّرتها، فتقول: هذه حضرموت وحضرموت أخرى، ومن العرب من يضيف أحد الاسمين إلى الآخر، فيعرب الأول بما يستحق (من الإعراب) (٤) ويجرّ الثاني ويصرفه نحو: حضرموت (٥).

وفي معديكرب ثلاثة أوجه (٦):

الأوّل: أن تجريه مجرى ما لا ينصرف (٧).

والثّاني: أن تضيف معدي إلى كرب، ولا تصرف كرب؛ لأنه اسم القبيلة.

والثّالث: أن تضيف وتصرف كرب، ومن أضاف لم يفتح ياء معدي (٨) ولا ياء بادي بدا (٩)، وقالي قلا (١٠)، وهذه الإضافة لفظيّة؛ فإنّ كلّ واحد من الاسمين جزء من الاسم المركّب.


(١) الغرة (٢/ ١٤٢ ب).
(٢) اللمع (١٦٠).
(٣) ما ينصرف وما لا ينصرف (١٠٨)، الأصول (٢/ ٩٤)، والإيضاح العضدي (٣٠٦)، معاني القرآن للأخفش (٢/ ٣٢٩).
(٤) تكملة من (ك).
(٥) انظر: ما ينصرف وما لا ينصرف (١٠٢)، والأصول (٢/ ٩٤).
(٦) انظر: الكتاب (٢/ ٥٠)، وما ينصرف وما لا ينصرف (١٠٢ - ١٠٣)، والأصول (٢/ ٩٤)، والإيضاح (٣٠٦).
(٧) فيقال: هذا معديكرب، ورأيت معديكرب، ومررت بمعديكرب، فيجعل اسما واحدا.
(٨) انظر: ما ينصرف وما لا ينصرف (١٠٣)، والأصول (٢/ ٩٤)، واللمع (١٦١).
(٩) بادي بدا: أي أول كل شئ.
(١٠) قالي قلا: مدينة بأرمينية. (معجم البلدان: ٤/ ٢٩٩).
في إسكان الياء منها، انظر: الإيضاح العضدي (٣٠٦)، ما ينصرف وما لا ينصرف (١٠٨)، والكتاب (٢/ ٥٥).