للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكون ضمّة نقل أو إعراب، فالهمزة مكسورة، كقولك: ارموا وامشوا؛ لأنّ الأصل: ارميوا وامشيوا، فحذفت الياء، ونقلت الضّمّة (١)، وكقولك: امرؤ أخذ لنفسه، وابنك منطلق؛ لأنّ ضمّة الهمزة والنّون ضمّة إعراب.

الموضع الثانى: الهمزة الداخلة على الحرف مفتوحة لا غير، نحو: الرجل والغلام (٢)، وهمزة ايمن التي للقسم، وإنّما لم تضم، والثالث مضموم؛ لأنّهم لم يكرهوا الخروج من الفتح إلى الضّمّ، وإنّما كرهوه من الكسر إلي الضم (٣).

الحكم الثانى: همزة الوصل إذا اتصلت بكلام حذفتها من اللفظ، وما قبلها إمّا أن يكون: متحركا، أو ساكنا، فالمتحرّك لا تغيّره، نحو: رأيت أبنك، وعرفت اسمك، وقلت له: اضرب، وأعجبني انطلاقة، ومررت بالرجل.

والساكن تحرّكه؛ لا لتقائه مع السّاكن الثّاني، كقولك: أكرم الرّجل، و:

" قُمِ اللَّيْلَ" (٤) وقد تقدّم هذا فى باب التقاء الساكنين مبسوطا (٥).

الحكم الثالث: إذا دخلت همزة الأستفهام على همزات الوصل جميعها. إلا الهمزة المفتوحة، حذفتها؛ لأنّ همزة الوصل إنّما جيء بها؛ توصّلا إلي النطق بالسّاكن الّذي بعدها، فإذا تحرّك (ما) (٦) قبلها استغني عنها فحذفت، كقوله


(١) سر الصناعة ١/ ١٣١، الغرة ٢/ ٢٧٤ أ.
(٢) انظر: الألفات ٥١، سر الصناعة ١/ ١٣١، المنصف ١/ ٦٥، اللمع ٢٢٥، الغرة ٢/ ٢٧٤ ب، الأصول ٢/ ٣٨٩، الخط ١٠٨.
(٣) قاله ابن الدهان في الغرة ٢/ ٢٧٥ أ، وانظر تعليلا آخر في: الألفات ٥٣، وسر الصناعة ١/ ١٣٢، والأصول ٢/ ٣٩٠، الخط ١٠٨.
(٤) من قوله تعالى في سورة المزمل ٢ " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا".
(٥) ١/ ٦٧٨ - ٦٧٩.
(٦) تكملة من (ب).