للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسأل عيسى (١) بن عمر ذا الرّمّة: هل يقولون: هذا فو، فقال: بل يقولون: «قبّح الله ذا فا»، وهى عربّية، والأولى أن لا تستعمل «فم» فى الإضافة، ولا يستعمل فو فى الإفراد.

القسم الثالث: «ذو»، ولا تستعمل إلا مضافة، لأنّهم إنما جاءوا بها توصّلا إلى وصف الأسماء بأسماء مثلها غير جارية على الأفعال، كقولك: مررت برجل ذى مال، وذى دار، وذى قيام، ولا تضاف إلى مضمر عند سيبويه (٢)، فلا تقول: مررت برجل ذيك، وذيه، وأجازه المبّرد (٣)، وحكاه فى الشّعر مجموعا، قال كعب بن زهير (٤):

صبحن الخزر جيّة مرهفات ... أبار ذوى أرومتها ذووها


(١) - فى اللسان (ذو): «وقال الأصمعىّ: قال بشر بن عمر: قلت لذى الرّمّة: أرأيت قوله:
خالط من سلمى خياشيم وفا؟!
قال: إنّا لنقولها فى كلامنا: قبّح الله ذا فا ...»، وما فى اللسان موجود بنصّه فى تهذيّب الأزهرى ١٥/ ٤١، فلعل ما فى التهذيب واللسان تصحيف، لأن عيسى بن عمر كان يسائل ذا الرمة عن أمور فى اللغة. انظر ص ٢٠ من مقدمة محقق ديوانه. أما بشر بن عمر فلم يعرف عنه أنه كان من علاماء اللغة أو من رواتها.
(٢) - الكتاب ٣/ ٤١١ - ٤١٢.
(٣) - لم أقف على هذا الرأى للمبّرد، كما لم أعثر على بيت كعب بن زهير فى أى كتاب من كتب المبرّد المطبوعة، والذى فى المقتضب يفيد موافقة المبّرد لسيبويه فى أن «ذو» لا تضاف إلى مضمر، ففى المقتضب ٣/ ١٢٠: «فإن أخبرت عن (المال) لم يجز فى فى اللفظ، لأن قولك: (ذو) لا يضاف إلى المضمر. تقول: هذا ذو مال، ولا تقول: المال هذا ذوه.
(٤) - ديوانه ٢١٢. وهو من شواهد أبي على الفارسى فى الشعر ٤٢٣. وانظر أيضا: ابن يعيش ١/ ٥٣ والهمع ٤/ ٢٤. آبار: أهلك. الأرومة: الأصل.